(إذا أمسك الله تعالى بالحق في يمينه، وبالدافع الدائم إليه في يساره، ثم أمرني بالاختيار: لسقطت على يده اليسرى وقلت أعطني هذا أيها الأب الأقدس، لأن الحق الخالص ليس إلا لك).
ليسنغ
(. . . وثقافة الإنسان لا تقدر بمقدار ما قرأ من الكتب وما تعلم من العلوم والآداب، ولكن بمقدار ما أفاده العلم، وبمقدار علو المستوى الذي يشرف منه على العالم، وبمقدار ما أوحت إليه الفنون من سمو في الشعور وتذوق للجمال).
أحمد أمين
المنهج والطريقة
رأيت في المقال السابق كيف تمتد يد (الديمقراطية) إلى (المعلم) و (المدرسة) و (الطالب) لتصلح من شأن التربية ما قد أفسدته النظم البالية والتقاليد الرثة، وسترى اليوم ما ينبغي أن يكون عليه المنهج وطريقة تدريسه حتى لا يكون الأمر مجرد (إنهاك عصبي) لا أكثر ولا أقل. . .!
يقسم الأستاذ (هورن) العلوم إلى خمس طوائف: فنية، وتشمل: العمارة والحفر والتصوير والموسيقى والأدب والدين؛ وإرادية وتشمل: النظم والأخلاق والقوانين؛ وعلمية عقلية وتشمل: المنطق والميتافيزيقا والجمال واللغة والأخلاق النظرية؛ وعلمية مادية غير عضوية وتشمل: الطبيعة والجيولوجيا والجغرافيا والفسيوجرافيا والفلك والمعادن والكيمياء؛ وعلمية مادية عضوية وتشمل: الحياة والنبات والحيوان والفسيولوجيا والتشريح وتاريخ الإنسان والاجتماع والاقتصاد.
وأنت ترى أن كلاً من هذه العلوم يعالج إحدى نواحي الكون معالجة خاصة، وأنها جميعاً ذات قيمة (ذاتية) كما يقول (هربارت) ولكنا في ناحية (الثقافة العامة) على الخصوص