[الفتوة في اللغة وكتب الأدب وحياة الفتيان في]
[الجاهلية وعصور الإسلام]
نقص قواميس اللغة العربية وقصورها عن تحديد المعاني
للأستاذ ضياء الدين الدخيلي
ولنقتطف من ديوان الحماسة اختيار أبي تمام حبيب بن أوس الطائي، وقد شرحه الشيخ أبو زكريا التبريزي الشهير بالخطيب وكان تلميذاً للمعري.
قال النابغة الجعدي:
ألم تعلمي أني رزئت محارباً ... فما لك منه اليوم شئ ولا ليا
(فتى) كملت خيراته غير أنه ... جواد فما يبقى من المال باقيا
قال الخطيب في شرحه أنه يخاطب صاحبته أم محارب وقوله ألم تعلمي: ظاهرة تقرير، وإنما هو توجع وتلهف على ما فاته من المرثى محارب ابنه.
وقال ابن أهبان الفقعسي يرثي أخاه
على مثل هما تشق جيوبها ... وتعلن بالنوح النساء الفواقد
(فتى الحي) إن تلقاه في الحي أو يرى ... سوى الحي أو ضم الرجال المشاهد
طويل نجاد السيف يصبح بطنه ... خميصاً وجاديه على الزاد حامد
قال الخطيب جادية الذي يجتديه، ويطلب منه جعل الفتوة والرئاسة مسلمة له في كل حال وعلى كل وجه ألا ترى أنه قال هو الفتى بين رجال الحي وعند لقائك إياه فيهم وقوله أو يرى سوى الحي، أي في مكان آخر وفي قوم آخرين بدلا من الحي وقوله أو ضم الرجال المشاهد معناه وهو الفتى إذا حصلت وفود القبائل في مجامع الملوك وقال سلمة الجعفي يرثي أخا
أقول لنفسي في الخلاء ألومها ... لك الويل ما هذا التجلد والصبر
ألم تعلمي أن لست ما عشت لاقيا ... أخي إذ أتى من دون أوصاله القبر
(فتى) كان يعطي السيف في الروع حقه ... إذا ثوب الداعي وتشقى به الجزر
(فتى) كان بدينه الغني من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر