قال الخطيب ثوب الداعي أي دعا واصل التثويب أن يكون الرجل في مفازة لا يهتدي بها فيلوح بثوبه فربما رآه إنسان فيهديه وينجيه ثم استعمل في غيره.
وقال سالم بن وابصة الأسدي:
أحب (الفتى) ينفي الفواحش سمعه ... كأن به عن كل فاحشة وقرا
سليم دواعي الصدر لا باسطاً أذى ... ولا مانعاً خيراً ولا قائلا هجرا
وقال زياد بن حمل:
كم فيهم من (فتى) حلو شمائله ... جم الرماد إذا ما أخمد البرم
قال الخطيب كم للتكثير وموضعه رفع بالابتداء وخبره من فتى وجم الرماد كثيرة ولا يكثر الرماد إلا لكثرة الغاشية والأضياف والبرم الذي لا يدخل مع القوم في الميسر (نوع من القمار) والمراد إذا أخمد البرم النار لبخله.
وقال العريان:
ورحت إلى دار امرئ الصدق حوله ... مرابط أفراس وملعب (فتيان)
ومنحر مئناث يجرُّ حُوارُها ... وموضع إخوان إلى جنب إخوان
قال الخطيب: وملعب فتيان، لأنهم يجتمعون عنده لسخائه وقوله: يجر حوارها، لأنها تجزر وهو في بطنها فيجره من بطنها وروي في الحماسة ولم يذكر قائلهما:
وليس (فتى الفتيان) من جل همه ... صبوح وإن أمسى ففضل غبوق
ولكن (فتى الفتيان) من راح أو غدا ... لضرِّ عدوّ أو لنفع صديق
وقد اعترض علينا الأستاذ محمد عبد القادر، حيث أننا لم نذكر القائل وقد استشهدنا بالبيت الثاني أخذناه من تاج العروس ولم يذكر قائل البيتين في ديوان الحماسة إلا أن الخطيب التبريزي في شرحه بعد أن قال الصبوح شرب الغداة والغبوق شرب الخمرة في العشى. روى الأصمعي أن أكثم بن صيفي قال: اصحبْ من الإخوان منْ إن صحبته زانك، وإنْ خدمته صاتك، وإن اختللت عانك، إن رأى منك حسنةً جازاكَ عليها، أو سقطةٍ أغضى لك عنها، لا تختلف عليك طرائقه، ولا تخشى بوائقه. ثم أنشد البيتين: وليس فتى الفتيان الخ. ومن هذا يتبين قدمهما وصحة الاستشهاد بهما.
وقال أبو كبير الهذلي (عويمر بن حليس أحد بني سعد بن هذيل)