للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

وحيدة

للكاتب الإنجليزي دوق آفنيل

ترجمة الأديب حسن فتحي خليل

كانت الحجرة الطويلة تلمع فيها الأضواء المنعكسة من زجاج النوافذ العالية، وضوء شمس الربيع الزاهية يلامس رؤوس المدعوين إلى حفل الزواج وقد انتشروا جماعات في اركان الحجرة.

وابتسمت السيدة تريل وهي واقفة وحدها على السلم الذي يفضى إلى تلك الحجرة. . . وتذكرت فجأة أشياء غريبة. . . فها هي حلقة جديدة من حياتها تبدأ اليوم.

لقد كان أول ما بدأت تلك الحياة تزوجت من ريتشارد، ثم لحقها تغير آخر حين مات زوجها بعد عشرين عاما. . والآن. ها هي ابنتها قد تزوجت، وقذفت الحياة أمها نحو مستقبل مجهول ولأول مرة ستغدو وحيدة.

ولقد حدثتها نان في ذلك قبل هذا بيومين وهي تحيطها بذراعيها وقالت: (أرجو أن تكوني بخير في وحدتك يا أماه. . لقد كنا معا دائما لمدة طويلة، أنا أعرف أنك ستفقدينني) فاتسمت السيدة تريل وقالت (لا تنزعجي يا نان، سأتغلب على هذا).

فقالت ابنتها: (في استطاعتك دائما الإقامة معنا أنا وتوم يا أماه) فاجابتها (سنرى ذلك)

ووقفت تراقب زوج ابنتها وهو ينتقل بين المدعوين.

ستغدو وحيدة، لا تطهي طعاما لأحد، ولا ترتب حجراتها لشخص ما، ستعود إلى منزلها في الغروب وتتناول عشاءها بمفردها. . وسيبقى الباب مغلقا حتى الصباح.

منذ عشر سنوات وهي لم تشعر بانفرادها ابدا، لقد كانت تحس بوجود نان بجانبها دائما، حتى وهي تحتسي القهوة مع صديقاتها أو وهي جالسة في ظلام دار السينما. لقد كانت فتاة طيبة، فحين توفي والدها أصرت على أن تبحث عن عمل، وكانت حينئذ في الثانية عشرة من عمرها. وباجتهادها وتوفرها على عملها امكنها بعدسنتين ان تغدو سكرتيرة لرئيس العمل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>