وبعد خمس سنوات تغيرت حال عائلة تريل فإذا هم يذهبون لقضاء أيام العطلات في وركواي وينزلون في الفنادق الفخمة ويقيمون حفلات الشاي والكوكتيل الأنيقة.
ولقد قالت السيدة تريل يوما لابنتها ثان (أليس من الأوفق يا عزيزتي أن نقيم في أماكن أقل تكاليف، فأنا أعتقد أن نقودك لن تحتمل كل هذا، وأنا لا أرغب في كل هذه الكماليات كما تعرفين).
ولكن نان ابتسمت وهو تقول (يجب أن نتمتع قليلا يا أماه. أني أوفر لك السعادة وما عليك إلا أن تستريحي وتتركي لي أنا التصرف في أمورنا المالية).
ولم تتناول السيدة تريل هذا الموضوع بالحديث ثانية. إن نان فتاة طيبة. إنها تتذكر حين كانت تصحبها وهي طفلة إلى شاطئ البحر. كان زوجها ريتشارد ما يزال على قيد الحياة حينئذ، كانتا تتمشيان على الشاطئ فتهمس إليهما الأمواج ويداعب الماء أقدامها، ويستمتعان بتلك الأنوار السحرية التي تلمع في أركان السماء الداكنة، ثم يقفان خلف المقاعد يستمعان إلى الموسيقى النحاسية تعزفها الفرقة العسكرية. . وكانا يحرصان خلال هذه الأيام على كل بنس يمتلكه.
ولكن نان بدلت من كل هذا، فلقد اصبح منزلهما أنيقا. وهي تذكر دائما كلما وضعت قبعتها ومعطفها صوت نان تسألها:
- (أخارجة أنت يا أماه)؟
- (نعم يا عزيزتي)
- (أتقصدين مكانا معينا)؟
- (كلا. . . سأتمشى قليلا في الحديقة).
- (سأصحبك. . فلا يجب أن تذهبي وحدك أبدا، وسنحتسي القهوة معا حين نعود).
وهكذا. . كانا يذهبان إلى كل مكاناً معا، وكانت تحرص نان على ألا تكون والدتها وحيدة.
وسار الحال على هذا المنوال حتى العام الماضي، حينئذ ظهر اسم توم بيرنز في أحاديث نان، كان رئيسها، وهو شاب طويل أنيق ذو ابتسامة جذابة.
وأصبحت نان ترتدي ملابسها في أوقات الغروب وهي تقول لوالدتها: