فتبتسم السيدة تريل لابنتها وهي تقول - (أنت فتاة طيبة يا نان. . اخرجي وتمتعي).
وحتى في هذه الأوقات وبالرغم من وجودها في المنزل بمفردها، كانت تشعر بوجود نان معها دائما، وكنت تعرف بأأن المفتاح سرعان ما يدور في ثقب الباب بعد الحادية عشرة بقليل. . وعليها أن تقوم بتحضير القهوة وترتيب البهو فربما جاء توم مع ابنتها.
ولقد كان توم فتى لطيفاً، وحينما طلب يد نان ابتسم في خجل وهو يقول:
- (أنا أعرف أنكما متلازمتان. . وأنا لا أرغب في أن تشعري بالوحدة حين تتزوج نان، وأرجو أن تعتقدي أننا نرحب
بك للإقامة معنا دائما).
ولكن السيدة تريل كانت تخشى دائما التدخل في حياة أي فرد. إن الشابين الصغيرين سيرغبان في الانفراد، وعليهما أن ينعما بحياتهما الخاصة، لذلك قالت (سنرى ذلك يا توم).
والآن قد بدأت الحلقة الجديدة، وسيظهر أفق حديث في حياة السيدة بريل. وكانت ما زالت واقفة في مكانها على السلم وهي تبتسم لهذا الطوفان من الذكريات.
وتجمع الضيوف ولاحظت توم هو يشير إليها ويصيح بكلماته التي لا تسمعها وسط الضجيج، وبدأت تهبط السلم، ثم سلكت طريقها بين المزدحمين. كان شعورها يبعد بها عن الضجة والمرح إن سعادتها يشوبها الجد وإحساس دقيق من الأسى لمرور الوقت وانتظاراً للحظة - الفاصلة -.
وأخذت ثان بيدها وهي تنظر إليها بعينين لا معتين ثم قالت:
- (الوداع يا أماه).
- (باركك الله يا ثان).
- (آه. . . يا أماه. . . أرجو ألا تشعري بالوحشة، بل يجب ألا تستسلمي لذلك الشعور).
- (الوداع يا عزيزتي ثان).
وفتح الباب فانتشر ضوء الشمس وتعالت الأصوات المرحة حول السيدة تريل الواقفة في هدوء على عتبة المكان وأشارت إليها نان بيدها وهي جالسة داخل السيارة. وضحك توم. .