نص كلمته في افتتاح مؤتمر مجمع فؤاد الأول للغة العربية
سيدي الرئيس. زملائي المحترمين. سيداتي. سادتي
تفضل معالي الرئيس فسألني خلال هذا الأسبوع الأخير:
أأنا على استعداد لألقي كلمة في هذه الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أتناول فيها شأناً من الشؤون المتصلة بأغراض مجمعنا؟ وقد شكرت لمعاليه هذه الدعوة وقبلتها، مغتبطاً أن أتحدث إليكم، رغم ضيق الوقت، في أمر أعده جليل الخطر في حياتنا وفي مستقبلنا
وأود قبل أن أعرض لهذا الأمر أن أشكر لمعالي الرئيس ما وجه إليّ وإلى زملائي الجدد من عبارات التحية، كما أود أن أنوه بالجهود الكبيرة التي بذلها المجمع قبل أن أنظم أنا وهؤلاء الزملاء الأفاضل إليه. وحسب من شاء أن يطلع على المذكرة الموجزة التي وضعها المجمع ووزعت في هذا الاجتماع ليقدر ما بذل من هذه الجهود. أما الذين اطلعوا على مجلة المجمع وعلى محاضر جلساته، فهم لا ريب أعظم تقديراً لجسامة هذا المجهود. وإن جاز لي أن أعبر عن رأي زملائي الجدد فليس يسعني إلا أن أشكر باسمهم وباسمي زملاءنا المحترمين الذين قاموا بهذا المجهود، وأن نذكر الذين قضوا أجلهم بالخير، وأن نطلب لهم من الله مثوبة ومغفرة
وليس ينقص من قدر هذا المجهود الكبير أنه ما يزال في بدايته، أو أن لي أو لغيري بعض ملاحظات عليه براد بها مزيد من دقة التوجيه إلى الغرض المنشود حيناً، وتبلغ حد النقد في بعض الأحيان. فالغرض العظيم الذي أنشئ المجمع لتحقيقه، والعمل الجسيم الذي لا بد منه لبلوغ هذا الغرض، يحتاجان إلى كثير من الأناة والروية، وإلى زمن لا تعد السنين شيئاُ مذكوراً فيه. لقد قضى المجمع الفرنسي منذ أنشأه ريشليو عشرات السنين قبل أن يضع معجمه الأول للغة الفرنسية. ومع هذه الأناة، ومع ضخامة المجهود الذي بذل خلال السنين الطويلة، وجهت إلى هذا المعجم ألوان كثيرة من النقد كانت موضع اعتبار المجمع وتقديره أثناء مراجعة معجمه. ولا تزال لجنة المعجم في المجمع الفرنسي تراجعه وتضيف إليه وتحور فيه تبعاً للتطور اللغوي في تلك البلاد، متوخية في عملها أن تحافظ على سلامة