[الإسلام في أوربا الشرقية في أمسية الغزو المنغولي]
[(١٠١٦م - ١٢٢٣م)]
للأستاذ المؤرخ أرسلان يوهد انووكز
بقلم الأستاذ علي محمد سرطاوي
(يعرف التاريخ أن كثيراً من البوذيين أو المسيحيين قد اعتنقوا الدين الإسلامي، ولكن هذا التاريخ لا يعرف أن المسلمين قد اعتنقوا البوذية أو النصرانية).
الأستاذ و. بارتولد - جامعة بطرس برج
الذين يعنون بدراسة أوربا الشرقية يعرفون أن الدين الإسلامي قد بدأ يتغلغل في مملكة الخزر (وهي المنطقة الواقعة بين مصب نهر الفولجا والدون) من القرن الثامن الميلادي؛ وفي بداية القرن الحادي عشر أصبح له أتباع كثيرون، ولعله أصبح - وإن لم يكن صاحب النفوذ السياسي - الدين الذي يعتنقه أكبر عدد من الناس. ويعرفون أيضاً أن الإسلام في مملكة الفولجا البلغارية (جمهورية التتار السوفيتية في الوقت الحاضر)، قد أخذ ينتشر في نهاية القرن التاسع، وفي النصف الأول من القرن العاشر، حتى أصبح وطيد الأركان، شامخ البنيان.
وعلى ضوء ما تقدم، ويطيب لنا أن ندرس مصير الإسلام في هذين البلدين أثناء القرنين السابقين للغزو المنغولي، وذلك بين سنة ١٠١٦م، وهي السنة التي انهارت فيها مملكة الخزر بصورة نهائية، وسنة ١٢٢٣م، وهي السنة التي ابتدأ بها الغزو المنغولي الأول.
والأمر على جانب عظيم من الخطورة؛ وذلك لأن أراضي هاتين المملكتين قد أصبحت المركز الرئيسي للدين والسياسة لحياة عصر هؤلاء البرابرة الذهبي؛ هذا القسم من الإمبراطورية المنغولية الذي أخضع لحكمه روسيا حتى نهاية القرن الخامس عشر، والذي غدا فيه الإسلام - في وقت قصير - الدين العام لهذه الإمبراطورية.
مصير الإسلام في المملكة البلغارية على الفولجا
لا توجد صعوبة تتعلق بمصير المملكة البلغارية على نهر الفولجا أثناء الفترة التي نتحدث