للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من روائع (شلي)]

للأستاذ إبراهيم سكيك

قدمت في مقال سابق قصيدتين من روائع قصائد الشاعر الشاب (شلي) وإتماما للبحث أقدم للقارئ قصائد أخرى ابدأها بمقطوعة على لسان السحابة وفيها يقول:

أنا التي أجلب وابل المطر للأزهار العطشة من البحر والأنهار

أنا التي أعطي ظلا خفيفا لأوراق الشجر عن الظهيرة وهي غارقة في أحلامها

أنا نروج أدرس حبات البرد فتضرب الأرض كأنها أسواط فأحيل السهل الأخضر إلى أبيض ثم لا ألبث أن أذيبه بزخات من المطر وأضحك بينما أسير والناس تصغي إلى رعودي.

أنا التي أغربل الثلج على الجبال وهي أسفل منى حين تئن أشجار الصنوبر وهي شاحبة، واقضي الليل على وسادة بيضاء وأنا بين ذراعي الريح العاصف يحركني أنى أراد. وأتنقل بين أبراج عرائشي السماوية مهتدية بنور البرق الخاطف.

وعندما يسدل الليل ستار الماء القرمزي على الأرض أطوي أجنحتي لأستريح على وكر من الهواء كما تستريح الحمامة المتعبة في وكرها، ويتوهج القمر مطلقا أشعته الفضية على سطحي المغطى بالقطن المندوف ندفته يد النسيم فيحدث في خيمتي الرقيقة ثقوبا تبص منها النجوم فأضحك وأنا أراهن يطرن حولي كسرب من النحل الذهبي.

أنا بنت الأرض والماء وربيبة السماء، ولم أخرج من الماء إلا بعد أن اخترقت مسام المحيط. فخرجت صافية وتغير شكلي مرات ومرات ولكني لا أفنى ولا أموت لأني بعد أن ينتهي المطر وتصفو قبة السماء الزرقاء ويهب الريح من فوقي وتخترقني أشعة الشمس أخرج من كهوف المطر كما يخرج الطفل من بطن أمه أو شبح من القبر لأبني نفسي من جديد.

وفي قصيدة ثانية كتبها وقت الضيق عندما كان هجر والده وسمع بانتحار زوجته الأولى التي تركها وتزوج أخرى دون قرار شرعي. في هذا الوقت من البؤس وتأنيب الضمير كتب القصيدة التالية وفيها يقول:

إن الزهرة التي تبسم اليوم، تذوي غداً

<<  <  ج:
ص:  >  >>