للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من الشعراء والأدباء الشباب في العراق]

كاظم جواد

للأستاذ خالص عزمي

في مطلع عام ١٩٢٨ ولد شاعرنا من أب عربي ينحدر من قبيلة عربية تسمى (آل عارض) تقطن المنطقة الجنوبية من العراق في أطراف مدينة السماوة، وقد أبلت البلاء الحسن في الثورة العراقية الكبرى عام ١٩٢٠: ولد شاعرنا في تلك المنطقة التي تكثر فيها المياه وتحيط بها المزروعات من كل مكان، وجعلت فيها قدرة الله ألوانا من البديع والجمال الأخاذ. فشب وهو يحب الجمال وترعرع وهو ينظر إلى الطبيعة الفاتنة نظرة البشر والبهجة فانطبقت هذه الصورة في مخيلته حتى تأثر بها كل التأثر في قصائده ومقتطفاته.

وفي جو تسوده التقاليد القبلية والعادات العربية العريقة نما ونمت معه العزة، والكرامة والصراحة، وطيبة القلب، والخلق القويم، لم يعرف المداجاة، ولم يمارس النفاق فشب وهو كامل الرجولة يتمتع بالمزايا النادرة التي يجب أن يتمتع بها كل رجل.

وفي نفس ذلك الجنوب الهادئ الوديع، القوي الجبار راح شاعرنا يتلقى علومه الأولية فدخل المدارس الابتدائية ثم المتوسطة والثانوية، ثم نزح بعدها إلى مدينة العلم والمعرفة (بغداد) حيث راح يكمل دراسته العالية، فدخل كلية الحقوق العراقية وفي خلال أوقات فراغه كان يقبل على مختلف العلوم والفنون ينهل منها ما شاء الله له أن ينهل، ولم يكتف بكل ما قرأ ودرس وتعلم بل دخل مدرسة دينية مسائية الدروس قرأ فيها أصول الفقه وفلسفة الدين وألفية (ابن مالك) و (البديع) و (البيان) و (أصول النحو) و (العروض). . . الخ من الكتب الدقيقة. وبقي على حاله تلك حتى تخرج في كلية الحقوق هذا العام وحصل على (الليسانس).

وكان خلال فترة دراسته يتابع نشر قصائده في مختلف الصحف العراقية والعربية وكانت مجلة (الثقافة) الغراء الميدان الواسع لشاعرية كاظم، فقد نشر فيها أغلب قصائده وأروع مقتطفاته التي كتبت له مجد الشباب الواعي.

كنت أجلس إليه ذات مرة وهو شارد الفكر فوجدت الفرصة سانحة لكي أوجه له بعض الأسئلة التي كنت أود معرفتها منه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>