للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أرجع عن ضني وأقول في نفسي ويحك يا فلان لقد ظلمت الرجل. . . والواقع ما ظلمت إلا نفسي. . .

إن المازني كان بسيطا، في جميع وجوه حياته، ولقد كانت هذه اللازمة هي أصدق ما تكون وصفا له ولفلسفته، رحمة الله لقد كان عظيما في بساطته.

يقابلنا بعد هذا كاتب له طابعه الفكري الخاص هو الأستاذ سلامة موسى وثقافة كاتبنا تكاد تكون غربية بحتة وهو يرى أن مهمته الكتابية تنصب على صبع الفكر الشرقي بالروح الغربية، وهو كثير التنبيه إلى هذا! ولذا كانت عبارته المأثورة التي يلتزمها وهي (مما هو ذو مغزى) خير ما تعبر عن التنبيه إلى نياته وما استقرت عليه أفكاره. إن الأستاذ صاحب رسالة يرنو إلى تحقيقها، أنه يرى وجوب هجر التراث العربي والأخذ بتلابيب الثقافة الأوربية وحدها. هذا هو مغزى كل كتاباته على اختلافها؛ وهو يريد من القراء الالتفاف إلى هذا المغزى. . فلا مناص إذن من التنبيه بعبارته التقليدية كلما اقتضت الحاجة ذلك.

هذه لوازم بعض كتابنا الكبار، ولقد شاهدنا مما سبق كيف أن هذه اللوازم لم يكن وجودها اتفاقا وصدفة، بل هي ترجع إلى أساس مكين في نفوس أصحابها. . . حقا إن الأسلوب هو الشخصية. . . أو قل إن اللوازم من الشخصية.

محمد فرحات عمر

<<  <  ج:
ص:  >  >>