هنا تقرأ الرسالة - تمثال سعد باشا - منارة أبي العباس - عهود ومواثيق
هنا تقرأ الرسالة
بهذه الجملة هتفتُ حين سمعت النداء بالرسالة صباح الأحد في شاطئ ستانلي، وحين رأيت مع بائع الجرائد كمية من أعداد الرسالة لم أكن أنتظر أن أراها في ذلك المكان. وقبل ذلك بيوم رأيت في مكتب (بريد سيدي جابر) جماعة من أفاضل الموظفين يحدثونني عن مقال أسيوط. ومن هذا وذاك فهمت أن المجلات التي تُعنى بالأدب الصِّرف أخذت تسيطر سيطرة روحية على أكثر الميادين، وكانت فيما سلف مقصورة على طوائف قليلة من الخواص
إن وصول المجلات الأدبية إلى الشواطئ له دلالة معنوية، فهو شاهد على رقي الذوق، ودليل على أن روّاد الشواطئ ليسوا جميعاً من اللاهين، فقد ظهر أن فيهم من يتخير المكان الذي يقرأ فيه، كما يتخير الكاتب المكان الذي يكتب فيه. والقراءة كالكتابة تحتاج إلى جوّ يسود فيه الجمال
أقمت بالشاطئ ساعتين مع جماعة من رجال الأدب ومحبيه، فدار الحديث حول كثير من المعضلات، ودار أيضاً حول اللآلئ المنثورة فوق الرمال. . . وأُخِذْت صور، وأُنشِدتْ قصائد، وتجاوبتْ عيونٌ وقلوب
ثم أنظر فأرى رجلاً ملء العين والقلب يشرِّف الشاطئ، وهو سعادة الأستاذ الجليل محمد العشماوي بك، فيقع هذا السجال:
- ماذا تصنع هنا يا دكتور مبارك؟
- جئت أحاول إتمام التصنيع الذي بدأته قبل أربع سنين
- وما ذلك الصنيع؟
- هو تأليف كتاب عن (أدب الشواطئ)
- وما أساس الفكرة في ذلك الكتاب؟
- أساس الفكرة أن المصريين أنشأوا فناً جديداً في الأدب العربي هو أدب الشواطئ، وقد