للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النقد]

أصدقائي الشعراء!

بقلم معاوية محمد نور

ظهرت في الشهور الأخيرة عدة دواوين شعرية، فأثارت كثيراً من اللغط في الصحف، وكثرت عنها الكتابة الرديئة والحسنة، وشاع الحديث بمناسبتها عن الشعر والأدب.

ولقد كان في نيتى إلا أتعرض لهذه الدواوين بخير أو شر، لأن نفوس الأدباء بمصر تضيق ذرعاً بالملاحظة والنقد، ولا تتسع الصدور لكلمة الحق، ويقل التسامح، وتغلق أبواب النظر وسعة الفكر ورحابة العطف الفكري. ولأن معظم من يكتب أو ينظم الشعر يعتقد أن الأدب نوع من الملكية الفردية يسوء صاحبها إلا تقول كلمة الإطراء عن بضاعته.

غير أن الحديث قد تشعب في الآونة الأخيرة في الصحف والمجلات الأدبية عن هذه الدواوين. ويسوء الناقد المخلص أن يرى أن معظم ما كتب في هذا الموضوع لا يوجه القارئ الراغب في الفهم، ولا يصلح الأذواق الأدبية ويوجهها وجه الصدق وطريق الصلاح الأدبي.

وسبب آخر كان ينأى بها عن الكتابة في هذا الموضوع، وهو إن صاحب (وراء الغمام) صديق عزيز علينا، اهدى إلينا ديوانه ليلة ظهوره، وكذلك فعل صاحب (الملاح التائه). وهما ولا شك ينتظران المديح والثناء من صديق يجلس معهما ويأنس صحبتهما. غير أن الموضوع في رأينا قد تعدى أخيراً هذين الأدبيين إلى ما هو اخطر وابعد شأناً؛ تعداه إلى الحديث عن طبيعة الشعر والكتابة، وان الأقلام قد خطرت في هذا الطريق بكلام نعد معظمه خطرا على الحركة الأدبية في مصر، وفهم الفنون الأدبية على الوجه الذي يفهم منها في الجيل الحاضر.

ولهذا رغبها في كتابة هذه الكلمة لا لنمدح أو نذم، ولكن لندلي برأي في الشعر كما نقرؤه ونفهمه، وكما ننتظر من الكتاب والقراء أن يقرأوه ويفهموه.

وأول ما يلاحظ على هاتين المجموعتين أن ديوان (وراء الغمام) يكاد ينحصر في الحب ومطالبه، وأن موضوعات (الملاح التائه) تكاد تنحصر في النظم عن مظاهر الطبيعة الكبرى كالبحر والليل، وان أكثر أخيلته وألفاظه هي عن النسائم والأمواج والشواطئ

<<  <  ج:
ص:  >  >>