للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[شيطانة تتفلسف!!]

للأستاذ محمود كامل حبيب

(إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم لك على طريقة واحدة، فان استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها)

حديث شريف

هي شيطانة شابة فتانة، تخرجت في مدرستها بعد أن نالت حظاً من الأدب والفلسفة والمنطق، وشدت طرفاً من الكيمياء والطبيعة والرياضة، وغذت خيالها بألوان من قصص الحب وروايات الغرام؛ ووعت علم السيما فما تنسى منه حرفاً؛ وتعلمتْ - فيما بين المدرسة والبيت - فنوناً شيطانية خلابة أرسلت الشاب في إثرها يتلمس إليها الطريق - الفينة بعد الفينة - وهي بين الطمع والخوف لا تدفعه إلى اليأس ولا تجذبه إلى الملل

ودار الفلك دورة فإذا هي مُسماة على هذا الفتى. ثم خطبت له

وجلست الشيطانة المتعلمة إلى نفسها - ليلة الزفاف - تتفلسف. . . وتناهي إليّ الحدث كله. وهاأنذا أنقله إلى قراء (الرسالة) الغراء، لا يعبث عقلي برأي ولا يعيث قلمي في خاطرة إلا أن أدير الأسلوب - وهو عَرَض - على طريقة لا أمس بها الجوهر. . .

قالت:

يا صاحبي لا تلمني فإنها جِبلّتي الشيطانية هي التي توحي إليّ

لقد عرفتك فتى ريِّق الشباب، بهيّ الطلعة، لا يعوزك المال ولا العلم، فآثرتُ أن تكون. . .

ولجّ بك الهوى على حين كنتُ أمكر بك وأوسوس لك عَلي أنال بُغيتي

لشدّ ما أفظعني - وأنا في المدرسة - أن أرى أستاذتي العجوز الشمطاء قد خذلها العلم وضيَّعها الدرس، فتناثرت زهرة شبابها وهي تتخبَّط في عَماء الحياة لا تستطيع أن تأوي إلى ركن. . .

وأفزعني أن أكون - بعد سنوات وسنوات - صورة منها، فذهبتُ أتحسس منك

يا صاحبي لا تلمني فما بي هوى لك، ولكن حب نفسي لنفسي

إن المرأة المتعلمة تتفلسف في الحب فإذا هو نظرية فلسفية ذات طرفين: الأنانية والخداع

والحب - في عيني المرأة - هو خداع الرجل عن نفسه وأهله وماله!

<<  <  ج:
ص:  >  >>