هو التضحية العظمى التي أردتك عليها
لقد سلكت إلى قلبكُ سبلاً ضللت أنت فيها، لأجذبك إليّ
أنا لا أحبك، غير أني سأجد في الحب والغيرة مادة عَمى تترهَّج أنت في قَتَمها. . .
وكيف أحبك - يا زوجي - وأنا لا أستطيع أن أنفذ إلى أعماق تاريخك؟ لست أنت من ذوي قرباي فينجذب إليك دمي، ولست رفيق صباي فأرى فيك الذكرى، وأجد في الذكرى نشوة ولذة؛ ولست تِرْبي فأضنّ بك. إنْ هي إلاّ نزوة من نزوات الشباب طارت ثم استقرت فيك!
وبعد، فأنا لا أستبطن لك بُغضاً، لأنه يتراءى لي أن نفسك صافية طيبة.
ولكن. . . ولكن كتابك الذي تعتز به، هو عدوي الذي أفرق منه. . .!
سأستلبه منك بحيلة شيطانية، فلا تفزع!
لا جرم - يا صاحبي - إن المرأة لا تستطيع أن تكون زوجة إلا أن تكون بلهاء، أو يكون زوجها مغفلاً!
فلا معدل لي عن أن أتغفّلك بالرياء، وأغترّك بالتصنُّع، وأخدعك بالحيلة لتكون ابناً لأمي لم تلدك، وولداً لأبي لم يُربِّبْك!
إن أمي تتشوق إلى فتى يملأ الدار حياة، وأبي يتشوَّف إلى شاب يضطلع بأعبائه، وقد كبرتْ سنه. . .
فتعال أنت لتشفي غلّة أمي، وتنقع صدى أبي!
يا صاحبي، إن تنازع السيادة في الدار - بين الرجل والمرأة - صَفَاة تتكسر عليها السعادة
والمرأة الجاهلة تستأسر لزوجها في سهولة، وتتصاغر أمامه في ذلّة، لأن عقلها الفاسد لا يستطيع أن ينفذ إلى قلبه إلا أن ينشر على عينيه ضعفها النسويّ الوضيع
أما أنا فتنسمتُ روح الحرية، وعشتُ عمري سيدة نفسي، لا أخضع لأمر أبي ولا أستسلم لرأي أمي. . . ثم وجدت حلاوة الطاعة حين استذلك جمالي وأسرك حديثي
فهل تطمع في أن تتعبّدني؟
لا ضير، فسأعيش عند رأيك ساعة ليطمئن قلبك؛ ثم أمكر بك المكر الأعظم فأحصّ جناحك فلا تنفلت من لدني إلاّ أن يؤذن لك