ثم أترفق بك فأنتزعك - رويداً رويداً - من بين سُجراء نفسك وأحباء قلبك، لتكون لي وحدي
وأبذر غراس الشقاق بينك وبين أهلك فأصرفك عنهم لتكون ابن أمي وأبي
يزعم الناس - يا صاحبي - أن البيت سجن المرأة
حقاً، غير أني سأحيله بنفثة شيطانية إلى قفص أدفعك بين قضبانه، وأطير أنا إلى حيث يحلو لي
وإذا ورم أنفك وطأتك بابتسامة تصدع كبرياءك
وإن ثرتَ نثرتُ بين يديك ضعفي القوي. . . عبراتي، فتتخاذل لها لأنك تحبني
وإن نازعتني الأمر - بعد هذا وذاك - وأصررتَ على رأيك واستكبرتَ، سْعرتُ في دارك ناراً حامية تعصف بسعادتك، ثم أنفلت أنا لأجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة
وابني. . . ابني الذي يتراءى لك - من وراء حجب الغيب - قرة عين، هو عينيّ مادة شقاء لك إن سولت لك نفسك أمراً
وإذن تسقم معي بالعافية، وتفتقر بالمال، وتشقى بالسعادة، وتضيقُ نفسك بالفَرَج، وتزلّ بالرأي الصواب، وأعيشُ أنا إلى جانبك - أو في منأى عنك - داءك الذي لا تبرأ منه
وإن شئتَ ولدتُ لك كل يوم فلسفة شيطانية تلقي بك في تيهاء مظلمة تحار أنت فيها، وأنا أرى وأبسم
وغداً أدخل دارك أرفل في الحرير والديباج، أتأود في فتنة وأتثنى في كبرياء