للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ظاهرة جديدة في الأزهر]

أمثلة. . .

للأستاذ محمد محمد المدني

ذكرت في مقالي السابق أن (ظاهرة جديدة) قد ظهرت في الأزهر. تلك الظاهرة هي أحاديث الإصلاح التي كانت حول الأزهر والأزهريين قد أصبحت الآن في الأزهر وبين الأزهريين، وانتقلت من ميدان الرسالة إلى ميادين أخرى في مدرجات الكليات ومجالس الأساتذة ومكاتب الرؤساء، وأنها لم تعد آمالا يُقتصر على ترديدها، بل أهدافا يُرمى إليها، ويقاس القرب والبعد من النجاح بمقياسها.

وقد استبشرت خيراً بهذه الظاهرة لأنها تدل على أن الأزهر قد تنبه واستفاق وأخذ يتساءل عن مصيره، ولأنها تيسر التعاون المثمر بين الدعاة والمدعوين على تحقيق نهضته المرجوة، وأخيراً لأنها صوت الشعب، ولصوت الشعب في الآذان دوىً لا يستطيع أن يتجاهله المتجاهلون

استبشرت خيراً بهذه الظاهرة، وأحببت أن أسجلها على صفحات الرسالة كما هو دأبي، لأني أعتبر (الرسالة) ويعتبرها المخلصون جميعاً مجلة الإصلاح الديني والأزهري ولسان الدعوة إلى إنهاض هذا الشرق وإحياء تراثه المجيد تراث الدولة الإسلامية إبان عظمتها وفي عنفوان شبابها، ولأني أحسب أن تاريخ هذا الجهاد الشريف سيلتمس يوماً ما من مجلداتها فلا ينبغي أن يغيب عنها شيء منه دقَّ أو جلَّ لتكون الصورة كاملة واضحة لا نقص فيها ولا غموض!

واليوم أذكر (أمثلة) لتلك الظاهرة التي وصفت. أمثلة يعرفها كثير من الناس في الأزهر وفي غير الأزهر. ولست أقول: ماذا أذكر منها وماذا أدع، لأنها لم تعد سراً تنطوي عليه الجوانح، وتغلَّق دونه الأبواب؛ ولكن أقول: ماذا أقدم منها وماذا أؤخر؛ لأنها جميعاً أمثلة جديرة بأن تتقدم وبأن يلتفت الناس إليها، ويتفهموا مغزاها، ويدركوا عواقبها. وربما كان من الرأي أن ندع الآن جهود الطلاب ونشاطهم الذي لا يكل في المناداة بتنفيذ خطة الإصلاح، وما يعقدونه ويدعون إليه في مدرجاتهم من اجتماعات أسبوعية يخطبون فيها ويتناظرون، وما يكتبونه من رسائل مفعمة بحماسة الشباب وحرارة الإخلاص يتوجهون بها

<<  <  ج:
ص:  >  >>