بمناسبة الاشتراك في مؤتمرها بمدينة (كو) بسويسرا في
شهري يوليو وأغسطس سنة ١٩٥٢
للأستاذ أحمد عوض
نشرت في عدد سابق من الرسالة الغراء كلمة عن (التسلح الخلقي والإسلام) تحدثت فيها عن أهداف هذه الحركة التي تدعو إلى الخلق الفاضل على أساس ديني وتمدح من بين رسالتها الفضائل الإسلامية، وتعين من بين الأهداف التي تحاربها النزعات الاستعمارية
كتبت هذا لأنني حضرت بعض مؤتمرات (التسلح الخلقي) في الأعوام السابقة، وسمعت صاحب الفكرة يشرحها شرحاً وافياً بما يتفق وديننا. ولأنني قرأت في أدب القوم ما يسوغ حسن الظن بهم. وقلت فيما قلت بتلك الكلمة إنهم وإن كانوا من أبناء أديان أخرى فإنهم فضلاً عن التمدح بالخلق الفاضل في ديننا وفضلاً عن حربهم للاستعمار فإن بيننا وبينهم غرضاً مشتركاً هو محاربة الإلحاد والشيوعية وأي استعمار على حد سواء
ولكني بعد ذلك زرت (كو) في شهري يوليو وأغسطس، ولست أدري هل تغيرت أهداف هذه الحركة أم اندس عليها من يحاولون استغلالها؟ ولكن الذي أدريه أن شعوري بين الحالين نحو هذه الحركة - لا مبادئها - كان ظاهر الاختلاف
لقد وجدت في رحلاتي الأولى من يستشهد بآيات من كتابنا الكريم ويمجد ذكرى نبينا العظيم ويرجو لنا وللعالم التحرر بفضل ما في هذا الكتاب من آيات بينات وما في هذا الرسول من أسوة حسنة
ووجدت كما وجد غير من المصريين وسائر المسلمين أن المذهب الداعي إلى تجديد بناء العالم على أساس الفضائل الخلقية يتفق مع تعاليم ديننا - في حين لا أجد في سائر مظاهر الحياة في الغرب من يقدرنا هذا التقدير، ولا من يبدي لنا مثل هذا الشعور وقد جمعت في رحلاتي قبل الأخيرة ما استطعت جمعه من كتب ألفها القوم عن حركاتهم فوجدت بينهم أنصاراً لنا ضد الاستعمار يدعوننا إلى مناصرتهم ضد الشيوعية ويرحبون بالفضائل الخلقية في ديننا سبيلاً إلى بناء عالم جديد