قيود الوظيفة، وبعضهم لم تساعده الظروف المالية على طبع ديوانه ونشره حتى اليوم. لأن السودان - وهو كالعراق تماماً - يفتقر إلى الناشر، إلا أن بعضهم - وهم الشيوخ. . . ظل مستمراً على النشر، كالأستاذ (محمد سعيد القياسي) الذي كتبت عنه في عدد سابق، و (الأستاذ عبد الله عبد الرحمن) و (التيجاني يوسف بشير)؛ أما الشعراء الشباب المعاصرون - وهم كثر بحمد الله - فأترك البحث عنهم إلى مقال مستقل، لأن روحتهم وأسلوبهم الفني يختلف بكثير عمن ذكرتهم، وهؤلاء جميعا يطلب منهم أن يكونوا أكثر جرأة من غيرهم، ويظهروا الحياة بجرأة وعزيمة صادقة، وليقفوا أمام العالم العربي ويظهروا نتاجهم للناس، غير عابئين بناقد أو حاسد، وإلا فإن انطواءهم على نفوسهم معناه الموت والضياع، لاسيما وأن فيهم من يبشر شعره بالخير العميم والعبقرية الكامنة وراء زوايا النسيان. .