للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مؤتمر]

للأستاذ عبد العزيز محمد عيسى

تسري الآن في نواحي الحياة المصرية حركة مباركة تبشرنا بعهد زاهر من عهود الإسلام التي يذكرها التاريخ بالفخار

هذه الحركة هي مطالبة بأن يكون التشريع الإسلامي أساساً لما نضع من قوانين وأحكام. وقد كان من بواكير ذلك مؤتمر رابطة الإصلاح الاجتماعي الذي هيأته للناس في الشهر الماضي، ودعتهم إلى شهود جلساته دعوة عامة ليسمعوا ما أعده خطباؤه من أبحاث قيمة تبين كيف وضع ديننا القواعد التي تنير سبيل الحياة وتوصل إلى الخير

وقد عرف الناس من هؤلاء الباحثين على أي نحو يحارب الإسلام آفات المجتمع التي تشكو الأمم منها، ويعالجها بأدوية ناجعة في القضاء عليها. وكيف يدعو إلى الأخلاق الفاضلة حين يقررها ويجعلها غاية من غاياته. وعلى أي وجه يبني نظام الآسرة ويحوطه برعاية تجعله ثابتاً أمام الأعاصير، صالحاً لحياة دائمة مفيدة. وكيف يعامل الناس على أساس من الحرية والإخاء، وينظم علاقة الدولة بغيرها في السلم والحرب، على قاعدة العدالة والمساواة. . . الخ. واطمأن السامعون إلى أن الإسلام معين صالح للتشريع في العصر الحديث، وأن تشريعات البشر في أسمى صورة قد عجزت ن معالجة أدواء المجتمعات واضطربت. ولذا اعترف العقلاء من غير المسلمين بصلاحية الدين الإسلامي للنهوض بعبء التشريع وموافقته لأرقى النظم وتلبيته لحاجات المدينة والعمران

لست أكتب الآن لأجلي نظريات المؤتمر أمام القارئين وأبين لهم فائدة ما دعا إليه، ولا لأنظر في النتيجة التي وصل إليها المؤتمرون أسلبية هي أم إيجابية، ولا لأستحث لجانه التي يقال إنها تبحث لتصل إلى قرارات عملية حتى نسرع في ذلك؛ ولكنني وقد شهدت جلساته جميعاً أردت أن أسجل ملاحظات كانت حديث جمهور المستمعين وغيرهم، وحديث كثير من المثقفين في مجالسهم العامة والخاصة

١ - أن الظاهرة الواضحة استعداد الناس لقبول النظم الإسلامية في مظاهر حياتهم ومعاملاتهم، لأنهم رأوا العنت من النظم الوضعية وعجزت هذه النظم من تحقيق ما يبتغون. ومن ثم نادى كثير منهم بذلك ونشرت الصحف رغباتهم في وضوح وجلاء. وإن

<<  <  ج:
ص:  >  >>