للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من اللهب الذي يتأجج في أركان ذلك البرج، ورأيتني جديراً بما أتصف به أهله من الحيرة والقلق والانزعاج

رأيت ورأيت، وكأنني إنسان وقف يتلهى بصراع الأسود، وهو يجهل أن فيها أسداً قريب العهد بالاستئناس، فهو يرجع إلى الشراسة حين تسمح الظروف

رأيتني واقفاً على حافة الهاوية بلا رفيق ولامعين

رأيتني أحمل القلم لأمزق به ما بيني وبين الناس من أواصر وصلات

رأيتني أساهر النجوم وهي لا تدرك من همي غير أطياف

رأيتني انفصلت عن (برج بابل) فلا أدري ما يثور فيه من مصاعب وأهوال

رأيت ورأيت

رأيت أني سأسأل بعد أيام عن مصاير أحباب كان لهم في حياتي تاريخ، فمن أولئك الأحباب؟

الدنيا التي ضنت بأن أحمل السيف في الدفاع عن وطني هي الدنيا التي ضنت بأن أحمل السيف في الدفاع عن وطن أحبابي

لله الأمر من قبل ومن بعد

وسيعرف أقوام مغازي هذا الزمن الدقيق

أنا أذن أعبر بالرموز؟؟

هو ذلك، لأني أكتب مقالي هذا في أيام السرار من شهر الوجود

اللهم عونك ولطفك وغفرانك، فما استعنت إلا بك، ولا توكلت إلا عليك، فأنت وحدك أمل اللائذ بحصنك الحصين

زكي مبارك

<<  <  ج:
ص:  >  >>