[زواج ملكي]
للأستاذ عباس محمود العقاد
لورنس هوسمان أديب شاعر رسام إنجليزي أشتهر بمسرحياته الصغيرة التي كتبها عن حياة الملكة فكتوريا ونشرها أخيراً (نادي اليمين) الذي يعارض جماعة الشمال من أصحاب المبادئ الاشتراكية والدعوات الانقلابية. وإحدى هذه المسرحيات مقصورة على المناقشة بين اللورد ملبورن والملكة فكتوريا عن مسألة الزواج الملكي وقد دار فيها بينهما هذا الحوار:
فكتوريا - إنني لم أفكر في أحد ما على التخصيص. . . أعني أنني لم أتخذ بعد قراراً حاسماً
ملبورن - يفرج عني أن أسمع هذا يا مولاتي، وأفهم منه إذن أن صاحبة الجلالة لا تزال طليقة الرأي. . .
فكتوريا - طليقة الرأي؟ نعم. نعم، لاشك أنني صاحبة الخيار في الأمر يا لورد ملبورن
ملبورن - وكيف لا؟ هذا ما أعنيه طبعاً ولا أشير بغيره لحظة
فكتوريا - لكن هناك أموراً قد عقدت النية عليها وبتتُّ فيها
ملبورن - مثل ماذا؟
فكتوريا - أن يكون زواجي يا لورد ملبورن زواج عاطفة
ملبورن - ذلك ما يستطاع تدبيره فيما أعتقد يا مولاتي بغير مشقة
فكتوريا - أعني أنني أريد إنساناً أجل خلائقه، وأستطيع أن أحبه وأن أرتفع إليه
ملبورن - ترتفعين إليه؟!
فكتوريا - نعم يا لورد ملبورن. وربما استغربت ما تسمع؛ إلا أنني أريد زوجاً أتطلع إليه حقاً بعد أن تكمل له الدربة على المرتبة التي سيشغلها
ملبورن - آه. هو كذلك، هو كذلك. إنني واثق من إمكان وجوده. وإذ كانت صاحبة الجلال قد أعربت عن طلاقة رأيها في هذا الصدد فعندي الساعة بيان بالأسماء المحتملة
فكتوريا - آه. لورد ملبورن، ما أعجب هذا! كم عددها؟
ملبورن - حسناً مولاتي. هم في الوقت الحاضر خمسة وحسب، ولكننا ننتظر آخرين. . .