للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[البريد الأدبي]

إلى هالة

للدكتور عبد الوهاب عزام ابنة تدعى هالة وهي صغرى بناته. وقد

رافقت هالة أباها إلى جدة حين كان وزير مصر المفوض لدى الدولة

السعودية العربية، ثم رافقته في سفره إلى كراتشي حين عين سفيرا

لمصر في باكستان. وكانت تقدم القهوة إلى أبيها في ليالي رمضان،

وتحرص على أن تصنعها بنفسها وتقدمها وتأبى أن يشاركها أحد، ثم

تجلس إلى أبيها بعد العشاء، فيحدثها حديث شيخ الأرانب، وهو حديث

طويل بدأ في جدة، واستمر في كراتشي ولم ينته. وكان يملى عليها

الحديث في كراتشي فتكتبه ثم تصور بعض مناظر الحديث تصويرا

دقيقا؛ فصورت الأرانب وهي قائمة للصلاة، وصورا أخرى.

وسافر الدكتور عبد الوهاب عزام إلى كراتشي في هذه المرة وحده، وبقيت هالة في مصر، فأرسل إليها شوقه وحنانه الأبوي بهذه الأبيات:

أهالة إن شط المزار فإنني ... إليك، على نأي الديار، قريب

حديثك عندي، والخيال يطيف بي، ... له في خيالي جيئة وذهوب

ولكنني والحق أشتاق قهوة ... يضوع شذاها في يديك، تطيب

تزفينها بعد الطعام محرماً ... لغيرك فيها شركة ونصيب

وأشتاق من شيخ الأرانب مجلساً ... أحدث فيه والخيال خصيب

وخطك ما أمليه تسطير حاذق ... وضحكك منه، والحديث عجيب

وتصوير ما سطرت تصوير حاذق ... يزيد بياني روعة ويجيب

لأذكر صفا للأرانب قائما ... يصلي منيبا، من رآه ينيب

يكاد من الإتقان يسجد خاشعا ... ويسمع منه في الخشوع وجيب

وجمعا دعاه للصلاة مؤذن ... وأحسن فيه قارئ وخطيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>