للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النقد]

رد على نقد

٣ - كتاب تاريخ الإسلام السياسي

للدكتور حسن إبراهيم حسن

مؤلف الكتاب

لاحظ القارئ في مقالينا السابقين مبلغ تلك المآخذ التي أوردها الناقد من الصواب وأنها لا تغني من قيمة كتابنا شيئاً. فأي تجنٍ وأي ظلم إذا ذهب هذا الأستاذ، بعد أن شغل قراء (الرسالة) بمقالين طويلين يزهو مقسماً بعمره - وليس بهين - إن هذه الأغلاط التي كشفها يذهب بعضها بمحاسن أي كتاب يرد فيه، فكيف بها كلها؟

نترك حضرة الناقد يزهو في غير عجب، ويتعلق بلا سبب؛ ونهمس في أذنه بأن إيراد تلك العبارة التي قدم بها كلمته الثالثة تذكرنا بالحكمة العربية (كاد المريب أن يقول خذوني). ثم نكِر على بعض تلك العيوب التي لحظها على طريقتنا في الأخذ من المصادر التاريخية لنتبين إن حظه فيها ليس بأحسن من حظه فيما سماه (مآخذ تاريخية وجغرافية)، وإذا كان يقول إن سوء حظه أبى عليه أن يقدم الثناء للمؤلف، فهناك من اطلعوا على كتابنا - وهم كثيرون - قد شاء حسن حظنا أن ننال تقديرهم ونغمر بفضلهم وتشجعهم. ولا أدل على هذا مما نشر في الصحف والمجلات في مصر والشام والعراق وغيرها، ومن أن الطبعة الأولى من الكتاب كادت أن تنفذ؛ ولا يعدم الحق مؤيداً وظهيراً.

يتهمنا حضرة الناقد بأننا حملنا متن الكتاب من الشروح والحواشي حملاً ثقيلاً، وكلفنا نفسنا شططاً وقراءنا مشقة وعنتاً، حيث أننا راعينا الأمانة في النقل، فنسبنا كل قول لقائله، وأسندنا كل رأي إلى مرجعه. ويرى حضرته أننا لم نقصد بذلك إلا ابتغاء السمعة، وأن نلقي في روع القارئ أننا في التاريخ واسعوا الاطلاع طويلو الباع ما كتبه الأوائل والأواخر!

لندع هذا الكلام الذي ينم عن الغرض من نقده، ونناقشه بكل هدوء في هذه العيوب التي حال تبينه وبين كلمة ثناء يكيلها لنا جزافاً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>