السرطان في طليعة الأمراض التي لم يستطع العلم أن يتغلب عليها حتى اليوم
ففي سنة ١٩٠٠ كان معدل الوفيات بالسرطان في الولايات المتحدة نحو أربعة في المائة من مجموع الوفيات، فبلغ في سنة ١٩٤٦ نحو ١٤ في المائة. ويقول الخبراء إن هذه الزيادة ترجع إلى ارتفاع مستوى عمر الإنسان لأن السرطان مرض يصيب عامة الأشخاص الذين جاوزوا الأربعين، وعلى هذا فازدياد عدد الذين يجاوزون الأربعين بفضل تقدم الطب واكتشافاته يؤدي إلى ازدياد عدد مرضى السرطان
ومع أن السرطان يصيب الشبان والأطفال أحيانا فهو في شرع الطب من أمراض المسنين. في كل سنة يموت في الولايات المتحدة بالسرطان نحو ١٨٠ ألفاً وفي فرنسا نحو ٧٥ ألفاً، ومع ذلك ففي كل يوم يشفى عدد كبير من حاملي هذا الداء بكل سهولة وبدون ألم، لأن تقدم الطب في السنوات الأخيرة والوسائل التي اكتشفتها لتشخيص السرطان جعلت هذا الداء من الأمراض السهلة الشفاء متى عولج في أول أمره، ولكنه يتحول إلى آفة مهلكة إذا أهمل وتفاقم
ماذا أدرك الطب من حقيقة السرطان؟ نجيب بكل أسف: لا شئ تقريباً. فكيف يرجى إذن شفاؤه وهو ما زال سرا مغلقاً؟ نقول بالطريقة ذاتها التي تشفي ذات الرئة بالبنسلين، أي دون أن نعرف كيف يتم هذا الشفاء، وبالطريقة نفسها التي يعالج داء السكر بالأنسولين دون أن نعرف حتى الآن العوامل السرية التي ينجم عنها الداء. وهكذا يعالجون فقر الدم المرهق بخلاصة الكبد مع أنهم يجهلون حقيقة هذا المرض
فالأمر لا يدعو إلى اليأس كما يظهر لأول وهلة. وإذا كان العلماء يتعقبون اليوم السرطان في ظلام حالك، فهذا لا يعني أنهم لن يتغلبوا عليه، فشفاء السرطان غير بعيد والعلم ماض في هذا السبيل بخطى واسعة