في (الرسالة) رقم ٢٥٣ مقال عنوانه: (جولة في معرض الفنون) بقلم نصري عطا الله سوس. وقد كنت أعددت للرسالة مثل هذا المقال، فإذا المقال المنشور يوافق ما كنت أعددته، فرأيت إهماله. غير إني احب أن أزيد على ما جاء في مقال الأستاذ نصري عطا الله سوس النفيس أن ابرز ألواح المعرض إنما هي من صنع السيدة إيمي نمر وطريقتها التأثرية الرقيقة البعيدة عن تعقيدات (المدارس)، ثم الصديق محمود بك سعيد وان اصبح ينسج على منوال واحد من التعبير، ولكنه تعبير قوي اقرب إلى فن النحت التمثيلي منه إلى التصوير. ثم إني لأشارك الأستاذ سوس في ذهابه إلى أن أسلوب ادمون صوصة لا يعدو المحاكاة الضاربة إلى (الفوتوغرافية). وأما جورج صباغ فأسلوبه فوق هذا، لأن محاكاة الطبيعة عنده إنما يجري بين جوانبها ماء الفن، إلا أنه فن يرجع إلى الحذق والدراية لا إلى التأثر الدفين واستلهام ما وراء المنظور وتدوين اللوائح والهواجم. وذلك لان جورج صباغ - على نباهته - أو قل من اجل نباهته يندرج في سلك (الأكاديميين).
بقي أن الأستاذ سوس وعدنا أن ينشر في الرسالة (سلسلة من المقالات بين فيها فلسفة الفن الحديث وأصوله ومذاهب الفنانين المختلفة ومميزات كل مدرسة، إلى غير ذلك مما يتصل بالتصوير والنحت والرسم) لأنه (لاحظ أنها مجهولة تماما بين كل من تعرف إليه). وهذا قول حق، فان من المتعذر على ناقد الفن أن ينشئ المقالات وجمهور القراء عن أصول الفن وتاريخه متغافلون قليلا أو كثيراً. ولقد أفضت في هذا الموضوع لسنتين مضتا في صحيفة الأهرام (١٨مايو سنة ١٩٣٦): (على هامش معرض الصور). فعسى الأستاذ سوس أن ينبري للكتابة فيما يشغل صدره وصدر المشتغلين بالفن أو بنقده.
بشر فارس
المصريون واللغة الحبشية
من مآثر الشباب المصري الذين يطلبون العلم الرفيع في جامعات أوربا ذلك السفر النفيس