الذي نشره لشهرين مضيا الأستاذ الدكتور مراد كامل وهو ممن بعثته الجامعة المصرية لتلقي اللغات السامية في ألمانيا.
وموضوع هذا السفر (ويقع في ٣٨١ص من القطع الكبير)(تاريخ اليهود) ليوسف بن كريون المشهور بيوسفوس، وقد طبع باللغة العبرية غير مرة وباللغة العربية مرتين. وأما باللغة الحبشية فلم يطبع منه سوى صفحات معدودة، فرأى الدكتور مراد كامل أن يطبع الترجمة الحبشية لهذا الكتاب، واعتماده في ذلك على اثنتي عشرة مخطوطة أصابها في برلين وفرانكفورت أم مين ولندن وباريس وشتراسبرج. وقد عمل للكتاب مقدمة علمية غاية في الدقة وصف فيها المخطوطات وبحث في الأصل العبري والترجمة العربية له، ثم زاد على هذا جدولاً اثبت فيه ما سقط في النص العربي وهو مدون في النص الحبشي، ثم ما سقط في هذا وهو مدون في ذاك إتماماً للفائدة.
ونشر الكتاب دليل ناهض على رسوخ الدكتور مراد كامل في معرفة الحبشية والعبرية والعربية وتمكنه من فن الاستشراق وأساليب البحث العلمي وطرق معارضة الأصول ونشر المخطوطات. ثم أن هذا السفر النفيس نال به ناشره الدكتوراه في العلوم الفلسفية من جامعة توبنجن بألمانيا على يد المستشرق الكبير الأستاذ لتمن من أعضاء مجمع اللغة العربية الملكي. وسيقفل الدكتور مراد كامل إلى مصر بعد اشهر معدودة ليقوم بتدريس اللغات السامية في الجامعة المصرية، وهو يطبع الآن في ألمانيا رسالة أُخرى لنيل إجازة التدريس العالي (الأجريجاسيو)، وموضوع الرسالة (الفعل الرباعي في اللغات السامية).
مستشرق يسطو على كاتب شرقي
نشر المستشرق الفرنسي الأستاذ أميل درمنجهيم في المجلة الفرنسية (عدد مارس، أبريل ١٩٣٨) بحثاً عنوانه: (الحالة الحاضرة للأدب العربي) وقد نقلته جريدة (المكشوف) البيروتية إلى اللغة العربية. والحق أن هذا البحث لا يعدل المباحث القويمة التي يكتبها كبار المستشرقين أمثال كراتشكوفسكي وجبّ وماسينيون وكامفماير؛ وإنما هو عرض جاف لا ينم على اتصال بالحياة العربية، ولا على تفهم لأسرار اللغة العربية، ولا على تذوق لتأليف كتابنا المحدثين. والسبب في ذلك أن المؤلف لم ينظر في الأصول نفسها ولم يدرس حياتنا الاجتماعية عن كثب، ولكنه اعتمد على ثلاثة مباحث، فجاءت كتابته ضرباً من