يا سليلة المجد، يا كريمة المحتد. . . تزوجت من ابن عاهل بلاد عريقة الحضارة، باسقة الدوحة، فشغل هذا الحادث السعيد انتباه الناس، وانصرف كل يحييه بشكل خاص
كنت أمشي مرتاضة على جسر الزمالك ثم إلى جسر إسماعيل، وكان ذلك في الصباح المبكر النادي، حيث ينتعش النبت ويبتهج الزهر ويصدح الطير
ترتفع الشمس من مشرقها فتواجه صنوها أهرام مصر، فينعكس إشراقها على مرآة الدهر؛ وليست عنه تغرب، وإنما هي تحييه كل يوم، وتحيي في هيكله المرصوص نور العلم، وقوة العقل، ونهضة البشرية؛ ثم تخط في سجله دورتها التي لا تنقطع
وقد تزول المدنيات، وتدول العروش، ويفنى الخلق؛ وتبقى الأهرام وتبقى الشمس. . . هذه تسجل وهذه تدور. . . والخلود للنافع الباقي في سجل الأبدية
فيا أميرة الأهرام فوزي بأمير الشمس رضا. . . لقد تنبأت بسعود مستقبلكما وهناء أيامكما وأنا أسير على الجسور. وقد استرعى انتباهي الأعلام المتناثرة المرفوعة على أعالي القصور وفي البساتين والميادين، كلها ترفرف في الجو معلنة صفاء نفسين واتحاد قلبين، مذيعة على موجات الأثير أفراح أمتين شقيقتين، ورجاء شعبين صديقين
في اللحظة الخاطفة الوامضة، التي أيقنت فيها بذيوع النبأ السعيد في العالم أجمع، وأكده تشريف ابن الأكاسرة ديار الفراعين؛ استوقفني بين الجسرين صوت التابع (الخادم) حيث لاحقني من البيت، قال: سيدتي، لقد نسيت هذا الكتاب، فأخذته منه وشكرته وانصرف
وتابعت سيري ووجهني جسر إسماعيل، فلما بلغت وسطه، شعرت أن الكتاب أثقل ذراعي، فوقفت استريح برهة، وقد شغل تفكيري قيمة ما يحتويه الكتاب بالنسبة إلى حجمه ووزنه
وحانت مني نظرة إلى ماء النيل، وهو يخاصر رقائق النسيم؛ ومن عجب أرى ضوء الشمس الفضي ينعكس على جهات خاصة من سطح الماء، فيكوّن من الموج الهادئ نجوماً