كان وعد في (الرسالة) في المقالة (الفيلسوف أمين الريحاني) - رحمه الله عليه - أن ينشر كتاب النابغ الناقد مازني الشام وعقاده، المأسوف على آدابه وشبابه الأستاذ (أحمد شاكر الكرمي) صاحب صحيفة (الميزان).
و (كتاب أحمد) هو في خطبة للنشاشيي اسمها (كلمة موجزة في سير العلم وسيرتنا معه) قالها منذ أربع وثلاثين سنة في الحزب الكبرى الأولى، في كلية صلاح الدين الأيوبي، في بيت المقدس.
وهذا هو الكتاب:
سيدي الأديب الجليل:
وصلتني (كلمتك الموجزة) فكنت أتمثلك وأنا أتلو سطورها، مدرهاً من فحول الجاهلية قهر تصاريف الأيام، وحظى بنعمة الخلود، وقام يقرع مسمع الدهر بآيات العلم والعرفان في عصر العلم والنور.
إني مدين لرسالتك بنشوة السرور التي خامرت قلبي في زمن لا يبعث كل ما فيه إلا على الحزن والأسى، فقد أطربني حقاً وجود أديب بين ظهرانينا يجلو أسرار العلم الحديث ومعجزاته في هذه الحلة العربية القشيبة في زمن استعجم فيه أبناء الضاد، وكادوا يضيعون آخر الذخائر وأثمن النفائس التي ورثهم إياها أسلافهم الأبرار.
وإني لأرجو أن تدفعك غيرتك على هذه اللغة المجيدة التي قلّ أنصارها إلى الإكثار من هذه الآثار التي تعتز بها دولة الأدب، وتهتز لها أعطاف البلاغة. والسلام عليك مكن أخ مخلص يجلب منزلتك، ويكبر أدبك وبيانك.
دمشق الشام في ١٨ آذار ١٩٢٢
أحمد شاكر الكرمي
وهذه شذرة من الخطبة التي شرفها وأعلى قدر منشيها اسم النبي محمد فيها.
(ثم أتى على العالم من بعد ما اجتلى من الحكمة الإغريقية والعلم الإغريقي الذي اجتلاه