في (محاضرات الأدباء): كان محمد بن بشير ولي فارس فأتاه شاعر فمدحه فقال: أحسنت! وأقبل على كاتبه وقال: أعطه عشرة آلاف درهم، ففرح الشاعر، فقال: أراك قد طار بك الفرح بما أمرت لك. يا غلام، أجعلها عشرين ألفاً. فلما خرج قال الكاتب: جعلت فداك! هذا كان يرضيه اليسير، فكيف أمرت له بهذا المال؟! فقال: ويحك! أو تريد أن تعطيه ذلك؟ إنما قال لنا كذبا سرنا، وقلنا له كذبا سره، فما معنى بذل المال؟ أما قول بقول فنعم، وأما بذل بقول فمحال
٢٣٢ - فتركتها للناس لا لله
أبو جعفر القرطبي:
وأبي المدامة وما أريدُ بشربها ... صلَفَ الرقيع ولا انهماك اللاهي
لم يبق من عصر الشباب وطيبه ... شيء كعهدي لم يحل إلا هي
إن كنت أشربها لغير وفائها ... فتركتها للناس لا لله
٢٣٣ - راقه باعتداله وهندسته
في (أدب الكتاب) للصولي: كتب سليمان بن وهب كتاباً إلى ملك الروم في أيام المعتمد (العباسي) فقال: ما رأيت للعرب شيئاً أحسن من هذا الشكل، وما أحسدهم على شيء حسدي إياهم عليه
وإنما راقه باعتدالته وهندسته وحسن موقعه ومراتبه
٢٣٤ - وهذا أيضاً مما يكتب
كان أبو حاتم السجستاني يكتب عن الأصمعي كل شيء يلفظ به من فوائد العلم حتى قال فيه: أنت شبيه الحفظة تكتب لغط اللفظة. فقال أبو حاتم: وهذا أيضاً مما يكتب