من أنباء ألمانيا الأخيرة أن المؤرخ الكبير كونراد بورداخ قد توفي في السابعة والسبعين من عمره. وبورداخ من أعظم مؤرخي ألمانيا المعاصرين، وقد اشتهر بالأخص بمباحثه وآرائه في تاريخ العصور الوسطى ونظمها وخواصها الفكرية والاجتماعية، وكان مولده بمدينة كونجزبرج في سنة ١٨٥٩، ودرس دراسة حسنة في جامعتها ونال إجازة الفلسفة؛ وفي سنة ١٨٨٤، انتدب للدراسة في جامعة هاله واستمر بها حتى عين أستاذا لتاريخ الأدب الألماني في سنة ١٨٩٢. وفي سنة ١٨٩٣ ظهر أول جزء من كتابه الشهير في تاريخ العصور الوسطى المسمى (من العصور الوسطى إلى عهد الإصلاح) فأثار ظهوره اهتماماً عظيماً في دوائر البحث؛ واستمر في إصداره أعواماً عديدة وترجم إلى عدة لغات أوربية؛ وتوفر بورداخ على دراسة هذا العصر دراسة مستفيضة. وكتب عن (لوثر) بطل الإصلاح الديني مباحث عديدة؛ وقام بعدة سياحات ومباحث مختلفة في دور المحفوظات الألمانية لحساب أكاديمية العلوم البرلينية، وأصدر لحسابها أيضاً مؤلفات همبولد، وله في الأدب والحياة الفكرية عدة مؤلفات هامة نذكر منها كتابه عن (فالتر فوجلفايدة) وكتاب (علم الحياة الألمانية) وغيرها.
وفي سنة ١٩٢٧ أخرج بورداخ أعظم كتبه وأهمها وهو كتاب (الإصلاح والأحياء والحركة الإنسانية) , , ولبورداخ رأي جديد في نشأة حركة الأحياء فهو يرى أنها ثورة عقلية ترجع إلى بواعث روحية عامة، وأن هذه البواعث ترجع إلى الاعتقاد الديني في السمو الإلهي للعالم والحياة، وترجع أيضاً إلى نفوذ الكنيسة وإلى مؤثراتها؛ وفي رأيه أن الكنيسة قد لعبت دوراً عظيماً في تهيئة أسباب الإحياء الفكري؛ وقد تناول بورداخ في كتابه بالبحث المستفيض خواص الحياة العقلية في القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر، وألقى ببحثه كبير ضوء على سير حركة الإحياء الأوربي.
كتاب جديد عن مصر
المسيو كلود آفلين من كتاب فرنسا الشبان، وهو السكرتير المساعد لنادي القلم الفرنسي؛ وقد زار مصر منذ نحو عامين، ورأى أن يكتب عما شاهده في هذه البلاد، فوضع عن