في الأسبوع الماضي أقيم في القاهرة مؤتمران: مؤتمر التفتيش ومؤتمر تدريس العلوم. وإنما أقيم المؤتمران في أسبوع واحد، لأن (إجازة نصف السنة) هي الفرصة التي تسمح بأن يلتقي المفتشون والمدرسون في القاهرة بلا عناء.
وقبل أن نشير إلى أهمية هذين المؤتمرين نسجل أن (الظروف الحاضرة) لم تمنع رجال التعليم من أن يشغلوا أنفسهم بشئون لا يطالبهم بها أحد في هذه الأيام، وذلك يشهد بأن النزعة العلمية تأصلت في النفوس، ولم تعد تحتاج إلى بواعث وأسباب. ولو أضفنا إلى ذلك أن مؤتمر تدريس العلوم حضره مندوبان عن وزارة المعارف العراقية: هما الدكتور فاضل الجمالي والدكتور متي عقراوي، لعرفنا أن أصدقاء مصر في الشرق يلتفتون إلى أخبارها العلمية بأسلوب يستحق الثناء.
أقيم الاجتماع الأول لمؤتمر التفتيش في مدرسة فاروق الثانوية، وألقى فيه الأستاذ سامي بك حسونة كلمة ضافية حدد بها الأغراض المنشودة من التفتيش، ثم تفرع المؤتمر إلى لجان تدرس ما يعترض التفتيش من مصاعب ومشكلات.
وأقيم مؤتمر تدريس العلوم بالجمعية الجغرافية، وقد افتتحه سعادة الأستاذ شفيق بك غربال بالنيابة عن معالي وزير المعارف الرئيس الفخري للمؤتمر، وتكلم في اليوم الأول الأساتذة محمد فؤاد جلال وأحمد زكي بك والمستر هملي والدكتور الجمالي والدكتور الكرداني، ثم استمر في الأيام التالية يقوم بدراسات على جانب عظيم من الأهمية حضرها مئات المدرسين.
والمهم هو أن نذكر بصراحة أن الذين حضروا هذين المؤتمرين راعهم أن يشهدوا وثبات فكرية وعقلية تستوجب الإعجاب، وتجدد الثقة برجال التربية والتعليم في هذه البلاد.
وقد لاحظت أن اللغة العربية أصبحت في غاية من المرونة والقدرة على شرح أدق الأغراض، فقد كان الخطباء يتدفقون بأساليب منوعة الألوان، وكان تعبيرهم يشهد بأننا نعاصر (لغة علمية) تعرف كيف تحيط بدقائق المعضلات.
أما بعد فمن حق من شهدوا هذين المؤتمرين أن يرجوا أن تدوم هذه السنة الحميدة، وأن