تكون (إجازة نصف السنة) فرصة سنوية لإذكاء الأفكار والآراء في التربية والتعليم، والله بالتوفيق كفيل، وهو القادر على إثابة أهل الصدق والإخلاص.
زكي مبارك
نزع العمائم في دور الخلفاء والأمراء والسلاطين وبحضرتهم
قرأت في باب البريد الأدبي من الرسالة الغراء (العدد٤٢٩) ص١١٩١) كلمة بعث بها الأستاذ عبد المجيد الساكني من بغداد يسأل فيها الدكتور زكي مبارك عن (البيئة ونزع العمائم) في عرض كلامه عن تأثير البيئة في بعض عادات أهل الأندلس (الرسالة العدد٤١٨؛ ص٨٦٢: تأثير البيئة)
وقد وقفت أثناء مطالعاتي على ما له صلة بهذا الموضوع أحببت أن أبينه فيما يلي لأنه يرينا ناحية من مناحي الرسوم المتبعة عند الإسلام بشأن العمامة.
قال محمد بن عبدوس الجهشياري المتوفى سنة٣٣١ للهجرة ما هذا نصه:(وكان عيسى (بن عبد الرحمن) كاتب طاهر (بن الحسين) لما دخل مجلس الفضل (بن سهل) نزع قلنسوته وجعلها إلى جانبه، ثم فعل ذلك مراراً، فقال نعيم بن حازم ليعقوب بن عبد الله، وكان يعقوب آلفا لعيسى: إن أبا العباس - يعني عيسى - إذا جلس في مجلس الأمير - يعني الفضل - رفع قلنسوته عن رأسه، وهذا استخفاف منه بالأمير، قد أنكره الناس، وتكلموا فيه، فأعلمه ذلك ليمسك عنه فيما يستقبل، فإنه إن عاود دنوت منه ورددتها على رأسه بعنف وإنكار. فقال يعقوب لعيسى ذلك؛ فقال له: بأي شيء رددت عليه؟ قال قلت له: إنه محرور، ولعله قد استأذن الأمير في ذلك، أن كان لا يجهل ما يأتي ويذر. فقال: والله ما بي أني محرور، وما استأذنت، ولكني أريد أن يعلم الفضل أولاً، ثم من حوله إنه أهون علي وأدق في عيني ما دام صاحبي - أعزه الله - حيا، من هذه الشعرة - وقلع شعرة من عرف دابته - ومن فوق نعيم، فضلا عن نعيم، أشد تهيبا للإقدام عليّ بشيء أنكره، فلا يدخلك من قولهم شيء، وعرف نعيم ابن حازم ما قلته)
ونظير هذا النبأ ما أورده هلال بن المحسن الصابي المتوفى سنة٤٤٨ للهجرة، قال:(وحدثني جدي (أبو أسحق إبراهيم الصابي) أن المكنى أبا الهيثم حضر يوماً في دار عضد