للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الانحراف الجنسي]

أسبابه وعلاجه

للأستاذ عبد العزيز جادو

كان الدكتور سيجموند فرويد، مبتكر التحليل النفسي، أول من وصف الأطفال بأنهم (ذوو انحراف متعدد الأشكال) ولقد أثار بذلك عاصفة من السخط واتهم من جميع الأوساط بقذف الطفولة البريئة وطعنها.

ماذا تعني هذه العبارة؟

إنها تعني باللغة السهلة أن كل نوع من أنواع الانحراف الجنسي ينغمس فيه المراهقون ونتغاضى عنه أو نتساهل فيه، يمكن أن يُبحث في حالات النشاط العادي عند الأطفال.

وإنا إذا قلبنا هذا الأمر على وجوهه المختلفة، فلا يكون أسوأ مما كان، فليس الأطفال هم الذين يتصرفون كالرجال، ولكن الرجال هم الذين يتصرفون كالأطفال. ويقصد بهذا أيضاً أن كل طفل به انحراف جنسي يكون في الغالب الأعم ناقص النمو من جهة غريزته الجنسية. ويرقد ارتقاؤه ونضجه وراء تلك الغريزة الجنسية عند المراهق العادي.

وليس الطفل هو المنحرف الضال، وإنما يعتبر المنحرف طفلاً وكلمة (منحرف) معناها التحول عن المجرى الطبيعي. والمنحرف الجنسي هو الذي لا يستعمل دافعه الجنسي بالطريقة السوية.

وكثير من الرجال لا يستطيعون جعل حياتهم الغرامية متناسقة بقدر الإمكان، لاعتقادهم أن كل شيء يميل عن الطريق القويم إنما هو انحراف. وهناك بالفعل مجال في لعب الحب الأوَّلى لكل نوع من أنواع الملاطفة والتودد.

ويمكن استعمال أي صورة من صور الاتصال التي يحتمل أن تكون مقبولة ومنبهة لكل من الطرفين على شرط أن تؤدي إلى الاختلاط الجنسي ولا تحل محله

والملاعبة للغرض الجنسي يجب أن تظل بمثابة (المشهيات) لا أن تكون الوليمة ذاتها.

وفي الانحراف الجنسي أصبحت الملاعبة غاية في حد ذاتها، وليس الامتزاج أو الصلة بشخص من الجنس الآخر هي الغاية المشتهاة.

فلكي ندرك كيف يحدث هذا، علينا أن نرجع إلى الطفل فليس هناك من يقرر بأن الطفل،

<<  <  ج:
ص:  >  >>