بما له من أعضاء ناقصة النمو وبما يحتاجه من إفراز غددي، يكون في حالة جنسية كحالة المراهق أو البالغ؛ ولكنه قادر من أول أمره على جلب المتعة عن طريق الاحساسات الجسدية، وهذه هي خلاصة اللذة الجنسية ولو أنها لا تهم الغرض الجنسي في شيء.
وهكذا نرى أن المصَّ ليس وسيلة فحسب لتخفيف الجوع وتهوين أمره، ولكنه يمسي لذة في حد ذاته. وهذا ما يلمسه أي فرد من مشاهدته طفلا يلعب بدميته. ويقتنع معظم الناس بأن التدخين، سواء بالغليون أو بالسيجار يدين بشيء من جاذبيته إلى تخلف اللذة أو بقائها في الشفة، وتكون هذه اللذة في الغالب كلذة التقبيل سواء بسواء.
وهناك في الواقع عدة أجزاء في الجسم تلتقي فيها المحتويات الداخلية أي الغشاء المخاطي بالجلد الخارجي. وجميع هذه المناطق ذات حساسية وشعور باللذة. والفم - كما ذكرنا - أحد تلك المناطق، كما أن الثغرة التي في الطرف المقابل للقناة الهضمية منطقة هي الأخرى.
وموضع الأعضاء التناسلية في كل من الذكر والأنثى متشابه. وكلما اطرد التحسن وتدرج النضج وصلت تلك الأعضاء إلى درجة أعلى من المناطق الأخرى. ولو أن هذه المناطق لن تفقد حساسيتها جميعاً ويمكن أن تقوم بدورها في الحياة الجنسية.
ولقد امتدت هذه الحساسية إلى أن بلغت بشكل واضح الأرداف. أما كيف أحاطت هذه الحساسية بتلك المنطقة حتى أن اللذة والألم صارا أكثر تمييزاً فيها، فهي مسألة لم يصل العلم إلى حلها. ولكن لا ريب في أن وظيفة الأم المحبوبة عند اعتنائها بنظافة رضيعها شيء له أهميته. كما أن ملاطفات المرأة الفاتنة غير المتزوجة عند إعجابها بالطفل لها أهميتها أيضاً. ومما لا شك فيه أن مثل هذه العادات تقوي اللذة الأصلية المكتسبة وتعززها.
وقليل من الناس في حاجة إلى أن يعرفوا أن هذه الطاقة من اللذة والألم كائنة. وفي النزوات التي تصحب العادة السرية يحتل الجلد المكانة الأولى. وليس بعجيب أن تأخذ تلك النزوة هذه الهيئة، إذ أن تخيل تجربة ماضية أسهل من التوسل إلى وصف شيء ليس للمرء معرفة شخصية به؛ وهذا هو الوضع العادي للاستمناء الصبياني بالنسبة إلى الامتزاج الجنسي.
ولا يكون الاستمناء انحرافاً إلا حينما ينم في حياة المراهق بإيثاره إياه على حياة جنسية