عرف قراء (الرسالة) أن الأستاذ السباعي توعدني بمقالتين خطيرتين: الأولى في تحديد ما قال في الشيخ المرصفي، والثانية في دفع النظرية التي نهبها من كتاب النثر الفني، وكان يرجو أن أنتظر إلى أن يفرغ من المقالتين المرتقَبتين، لعلني أعتبر فلا أجترئ عليه، وقد شاع أني من كبار المجترئين!
وقد نشر مقالته الأولى، فعرفنا أنه يصر على اتهام الشيخ سيد المرصفي بالغرور، ولم يبق إلا أن ينشر مقالته الثانية، وهي مقالة عرفنا مضمونها مقدماً، فهو سيُثبت أنه لم يَسرق من كتاب (النثر الفني) وإنما سَرَق منه مؤلف (النثر الفني) فكان حاله حال اللص الذي رأى صاحب الدار يمشي من بُعد فصاح: (مين اللي ماشي هناك!)
وأنا لن أنتظر إلى أن يفرغ الأستاذ من تحبير مقالته الثانية، فما كان أول باحث سَرَق من كتاب النثر الفني، ولن يكون آخر باحث يسرق من كتاب النثر الفني، فقد كتمتُ سرقته من كتابي أربع سنين، لأني أشعر بالارتياح كلما تذكرت أن عندي ذخائر يطلع إليها الناهبون من الفضلاء.
لن أنتظر، لن أنتظر، فليواجهني إن استطاع؛ وأنا ماضٍ إليه بقلمٍ أمضى من السيف وأعنف من القضاء، ولن أتركه بعافية أو يعترف بأنه يستر جنايته على المبرد بجنايته على المرصفي.
ولكن كيف جَنَى على المبرد وقد قضى شبابهُ في خدمة كتاب (الكامل)؟
تلك هي النقطة، كما يقول لافونتين!
اسمعوا كلمة الحق، أيها الناس:
المبرِّد دان اللغة والأدب والنحو والتصريف والتاريخ الإسلامي بكتابٍ نفيس اسمه (الكامل)