وهذا الكتاب قد شرَّق وغرَّب فانتقل من يد إلى يد ومن بلد إلى بلد على اختلاف الأجيال، وبذلك تعرَّض للتصحيف والتحريف، وإذاً كان من الواجب ألا يتقدم لنشره من أبناء العرب غير من يملك القدرة على إصلاح ما أفسدت تلك الأجيال.
فهل يكون السباعي بيومي هو المصلح المنشود وما قال أحدٌ بأن الله وهبه نعمة الذوق الأدبي، وهي نعمةٌ سامية لا يظفر بها من كل جيل غير آحاد؟
كان المصلح المنشود لكتاب الكامل هو شيخنا العظيم (سيد بن علي المرصفي) الذي قضى من عمره عشرين سنة وهو يراوح المبرِّد ويغاديه بالنظر الثاقب والفهم العميق.
ولكن المرصفي مات وصار من حق كل باغٍ أن يتقوّل عليه كيف شاء، ولو كان في منزلة السباعي بيومي، وهو كما وصف نفسه أستاذ بدار العلوم!
هل سمعتم أشياء من أقوال الدكتور طه حسين؟
أتعب الدكتور طه نفسه في النَّيل من (دار العلوم) فكان يقول: هي مدرسةٌ عاقر، ومن الواجب أن تُغْلَق بدون تسويف!
فهل غضب السباعي بيومي وهو (أستاذ بدار العلوم) كما ذيَّل اسمه وهو يحاورني بمجلة الرسالة الغراء؟
وكيف يغضب والدكتور طه رجل يضر وينفع، وهو يملك المحو والإثبات في أعضاء بعض اللجان بوزارة المعارف، والسباعي يطمع في أن يعيَّن عضواً باللجنة التي تنقل كتاب (هانوتو) من الفرنسية إلى العربية؟!
أما الشيخ المرصفي فهو اليوم جسدٌ هامد لا يملك دفع الضر عن سمعته ولو صدر عن باغٍ في منزلة السباعي بيومي
الشيخ سيد المرصفي مات وشبع من الموت، وهو اليوم لا يملك دفع عادية الذباب
مات المرصفي ثم مات، ولكن تلاميذه أحياء، والويل كل الويل لمن يتعرض لشيخنا العظيم بكلمة سوء، ولو كان من أعز الأصدقاء.
أَيُشتَم المرصفي في مصر وهو قَريع الزمخشري والمبرِّد؟
ألم يكف المرصفي أن يعيش غريباً ويموت غريباً؟
لم يوجد في الأزهر من يدرك قيمة الشيخ سيد المرصفي غير الشيخ محمد عبده، وبموت