للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[رأي عربي مسيحي في محمد]

محمد والعرب

قصيدة في ذكرى مولد الرسول

بقلم وصفي قرنفلي

توطئه

عقيدتي الشخصية، أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول كبقية الرسل، وكما جاز للمسيحيين أن يجمعوا للمسيح (ص) صفتيْ الألوهية والإنسانية الممتازتين، فقد يجوز لي أن أرى في سيّد قريش نبياً دينياً ومنقذاً قومياً في آن واحد. فأنا أحترمه (ص) كنبي جاءنا بالهدى والرجمة، وانضوى إلى لوائه كمنقذ الشرق من إسار الفرس والرومان، وأنا أرى في الدين الإسلامي قوة للشرق في جهاده يجب استغلالها، وإذا لم يكن للقرآن من يدٍ إلا صيانة لغتنا - واللغة أجلّ مظاهر القومية - لكفاه ذلك فضيلة تحمد، ويداً تشكر.

فاعترافاً بفضل محمد وقرآنه على العرب والعربية كتبت ما كتبت، وأكتب من طوال الفصول في جرائد الفتح في (مصر) والاعتصام في (حلب) والرابطة في (دمشق) وسواها من الصحف الإسلامية، عدا رسائلي وقصائدي القومية في بقية الصحف العربية

وفي سبيل محمد وقرآنه لقيتُ وألقى ما أكابد من عَنَتِ الجهل وسخر رجاله، فُحبيتُ (الرياء) وساماً، ورُميت بالكفر والضلالة، وقيل إنني أداري الأكثرية فأصانع المسلمين، وأني حزب القوة أنّى كانت القوة، وكان أشد أولئك الغاضبين عنَتاً وغيظاً، كهل مسيحي يدعى (سمعان) قرأ لي مقالاً في (الجزيرة) فهزّه الغضب حتى لقد همّ بى لو استطاعني، ولكني هزأت به وترفعت عن خصامه، فالى (سمعان) هذا ومن أخذ أخْذَهُ صرفتُ وجه الخطاب في مستهل القصيدة.

إنني مسيحي كما يحب (سمعان) أن أكون، ولكني لا أرى في مسيحيتي ما يمنعني عن الاعتراف بهدى محمد ويده على الإنسانية والعرب!

ولعل الضلالة كل الضلالة أن نحصر الفضيلة والهدى في دين من الأديان، فلكل دين ميزاته، ولكل دين فضائله، ومرجع كل دين إلى الله (ولله ما في السموات وما في الأرض،

<<  <  ج:
ص:  >  >>