للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المشكلات]

١ - اللغة العربية

للأستاذ محمد عرفة

لماذا أخفقنا في تعليمها؟ - كيف نعلمها؟

شعر رجال التربية والتعليم في مصر منذ زمن طويل بإخفاق المعاهد المصرية المختلفة في تعليم اللغة العربية، فهبوا يتعرفون أسباب هذا الإخفاق، ويعالجونه بالوسائل التي يرونها، ألفوا اللجان، وعقدوا المؤتمرات، وبحثوا البحوث المختلفة؛ فمرة يرون الإخفاق من صعوبة النحو فينصرفون إلى تسهيله، ومرة يرونه من كثرته فينصرفون إلى تقليله؛ ومرة يرون من قلته فينصرفون إلى تكثيره، ومرة يرونه من مدرس اللغة العربية فيعمدون إلى إصلاحه وحسن اختياره والعمل على توسيع ثقافته، ومرة يرى بعض الباحثين أن هذا الإخفاق إنما هو من آثار البعد ما بين العامية والعربية فيشير بالتقريب بينهما بأن تنزل كلتاهما عن بعض خصائصها لتقرب من الأخرى. وهذا معناه إعدام اللغتين واصطناع لغة لا هي بالعربية، ولا هي بالعامية، وليس هذا إصلاحا، وإنما هو خضوع للحالة الراهنة، وإقرار الخطأ، والعجز أمام اللحن والتحريف

والاعتبارات الدينية والاجتماعية والتاريخية تقضي علينا بالاحتفاظ باللغة العربية كما هي تدب في عروقها دماء القوة والحياة

أما الاعتبارات الدينية فإنها لغة القرآن والسنة، ومنهما يأخذ المسلمون دينهم وعقائدهم وأخلاقهم وعباداتهم وأحكام معاملاتهم، وهم يحرصون على اللغة العربية أشد الحرص، ليفهموا بها كتاب الله وحديث رسوله، ويبقى ذلك الينبوع الذي يستقون منه متدفقاً ثرارا، ويخشون أعظم الخشية أن يصبح غورا فيفقدوه وهم في مسيس الحاجة إليه

وهم لا يرضون أن تبيد اللغة العربية كما بادت أخواتها من اللغات السامية كالعبرانية، فيصبح القرآن لا يتلى ولا يفهم إلا في المساجد وعند أداء الشعائر، كما صارت العبرانية لا تتلى إلا في الصوامع والبيع

وأما الاعتبارات الاجتماعية فإن اللغة العربية الآن لغة عامة، وهي لغة الشمال أفريقية

<<  <  ج:
ص:  >  >>