ظل الأدباء حتى السنين الأخيرة لا يعرفون الفنون والآداب إلا في صورها القديمة من الشعر والنثر الفني والقصص التمثيلي وغير التمثيلي. وظهرت صورة جديدة من الأدب في القصة القصيرة، وهي على رغم انتشارها وذيوعها ليست جديدة وإنما هي صورة مصغرة من القصة الطويلة، أو هي قصة ملخصة تلخيصاً حكيماً.
واخترعت السينما الناطقة فرأينا القصص تعرض على اللوحات ولم يؤثر هذا الاختراع أي تأثير في العالم الأدبي حتى ظهرت السينما الناطقة فسمعنا الممثلين ينطقون بحوار فني وضعه المؤلفون من أكبر رجال الأدب والفن في العالم.
بعض هذه القصص بما تحوي من حوار مقتبس عن قصص معروفة، ولكنه يظهر في صورة خاصة وترتيب فني جديد لم يألفه الناس وعرف بالسيناريو.
والسيناريو كلمة أطلقها رجال السينما على القصة السينمائية في وضعها الخاص الذي يعاون المصور والمدير الفني ومساعديه على القيام بمهمتهم في سبيل إخراج فيلم من الأفلام.
ظلت هذه الصورة الجديدة لا يعرفها الناس وكأنها سر من الأسرار، وكان المتلهفون على المجلات السينمائية وكتب السينما يعرفون القليل عنها من أمثال بسيطة يضربها المؤلفون والكتاب في بعض ما يكتبون، حتى جازفت إحدى دور النشر في أوربا وقامت بطبع أكثر من سيناريو فكان هذا العمل الجريء هو الباعث على ظهور هذه الصورة الجديدة من الأدب.
أقبل الناس على قراءة هذه الكتب للتسلية والدرس، وهناك من المؤلفين والكتاب من كانت لديهم الموضوعات التي تصلح وتليق بأكبر الأفلام، ولكن جهلهم بشؤون السينما وعدم تمكنهم من التفصيلات كثيراً ما صرفهم عن السير في هذا السبيل، فظهور هذه المطبوعات