للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في اسبوع]

الصهيونيون ليسوا من بني إسرائيل:

كان حديثا طريفا حديث الدكتور محمد عوض محمد بك بالمذياع مساء يوم الجمعة الماضي، فقد قال في هذا الحديث إن هذه الشراذم الصهيونية التي تأتي بفلسطين أشنع الأعمال وأدلها على الانحطاط النفسي والخلقي، ليست من بني إسرائيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فهؤلاء الذين يقتلون الحوامل ويسممون مياه الشرب ويلوحون بالأعلام البيضاء ريثما يتمكنون من الغدر، لا يمكن أن يكونوا من ذلك العنصر الطيب الذي كان يسكن فلسطين قديما، وإنما هم من أمم مختلفة وأكثرهم من العنصر الجرماني اعتنقوا اليهودية في العصور التي نشط فيها التبشير اليهودي. ومما يدل على ذلك اختلاف سحنهم وألوانهم وتكويم أبدانهم، فلا يعقل أن يكون كل هؤلاء المتباينين أبناء سلالة واحدة، واستشهد الدكتور بأقوال بعض علماء اليهود التي تنص على دخول كثير من الأجناس في الديانة اليهودية في عصور مختلفة. وقد كان نصف سكان الإسكندرية في بعض العصور القديمة يهوداً، كما انتشر الدين اليهودي في بلاد اليمن في عصر سحيق، فهل صار أولئك القدماء من المصريين واليمنيين بذلك من بني إسرائيل؟!

وقال الدكتور عوض إن هذا الخلط بين الدين والعنصرية بادعاء اليهود أنهم من بني إسرائيل، خلط عجيب، أنه يحصر الدين في سلالة البيت النبوي، ولا يقول بذلك عاقل، فليس معنى الدين الإسلامي مثلا الهاشمية أو القرشية. ومما لا شك فيه أن قبيلة بني إسرائيل قد تفرق دمها، كأي قبيلة أخرى، فالقبائل لا تبقى. والخلاصة أن هذه العصابات الصهيونية التي تدعى باطلا أنها من بني إسرائيل. إنما هي أشتات من الأجناس والأمم، وهي أشتات منحطة الفضائل الإنسانية تنم عليهم أفعالهم التي تباعد بينهم وبين السلالة الإسرائيلية. فليست دولتهم التي أعلنوها بفلسطين هي فحسب المزعومة، بل هم أنفسهم مزعومونوهم دخلاء في النسب كما أنهم دخلاء في فلسطين.

عملية الأدب من الوجهة النفسية:

ألقى الدكتور إبراهيم ناجي محاضرة برابطة الأدباء يوم الأحد الماضي موضوعها (رسالة الأدب)، وقد أفاض في بيان معنى الأدب وطبيعته ورسالته، حتى استغرق في ذلك نحو

<<  <  ج:
ص:  >  >>