للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الشعر]

قصر شمبرون. .!

للشعر الكبير عزيز أباظة

في الصيف الماضي زار الشاعر الكبير عزيز أباظة قصر شمبرون بمدينة فينا عاصمة النمسا، والذي شهد أروع أمجادها واجل احداثها، وقد طاف الشاعر بغرف ملوكها ومقاصيرهم، هؤلاء الملوك الذين حكموا اكثر من خمسمائة سنة، ثم زالت دولتهم، وانطوت أيامهم على صحوة الشعوب. . .

اضطربت هذه الخواطر في نفس الشاعر الكبير، وأثار مشاعره الطغيان الذي كان مضروبا على وطنه.

وقد نظم الشاعر هذه القصيدة في العام الماضي، وهو يتوقع لمصر نفس المصير الذي كتب على النمسا، ثم ظلت القصيدة حبيسة عهد كريه طوته حركة الجيش الباسل، حتى أذن الله لها أن تجد سبيلها إلى الناس.

قال حادي القطار، هذي فيّنا ... فنشطنا من أسرنا وهبطنا

واحتوتنا سيارة تنهب الأرض ... فقلت اخطري الهوينى الهوينى

إنما تسبيحن في سمة التاريخ ... رفت هنا جمالاً وفنا

خصها الله بالرواء فما تبصر ... إلا حسنا يناغم حسنا

روعة إن شهدتها وهي يقظى ... وفتون إن جئتها وهي وسنى

ما لها جهمة المعارف حسري ... أدلال الصدود قبل الوصال؟!

ومن الغيد، من ترى وهي غضبى ... آية من سماحة وجمال

أين ثغر يفتر عن ألق الخلد ... وهدب يخفى جنون الليالي؟!

أين عزف كأنه من لحون الله ... طهر الأهزاج والأرمال؟!

ما لفينانها ذوى؟ ما لشمس ... آذنت عند صحوة بزوال؟

أين حور كأنهن اللآلي=إن أطاقت صيد القلوب اللآلي؟

أين ليل ينهل صبحا فما ينماز ... إلا بهجعة الأطفال؟

أكلت فتنة الليالي الليالي ... فأمحت كالرؤى العذاب الخوالي

<<  <  ج:
ص:  >  >>