مهداة من المترجم إلى الأستاذ الجليل احمد لطفي السيد بك
الى إيفا
- ١ -
إذا كان قلبك وهو يتخبط عانيا كالنسر الجريح، لفرط ما أبهظته الحياة، قد قضى عليه أن يحمل كقلبي فوق جناحه المهيض عالماً بارداً مضنياً!
إذا كان لا يخفق بغير نزيف جرحه الأبدي، وقد أصبح لا يرى الحب؛ نجمة الصادق ينير له الأفق المتلاشي!
- ٢ -
إذا كانت نفسك المكبلة كنفسي، قد أضنتها الأغلال ومر الطعام، فتركت المجداف فوق زورقها المنحوس، وأطلت برأسها الممتقع باكية على صفحة الماء باحثة وسط الأمواج عن طريق مجهول، فرأت - وهي ترتعد - كلمة الجماعة مرقومة فوق كتفها بالحديد.
- ٣ -
إذا كان جسمك الحيّ الرعديد تخجله النظرات، وهو يضطرب بالأهواء الدفينة!
إذا كان يبحث لجماله عن حرم مصون، يحكم إخفاءه، عن المستهتر الجارح!
إذا كانت شفتك تجففها سموم الكذب وجبهتك الجميلة تحمر خجلا إذا مرت بأحلام مجهول غير عفيف، يراك أو يسمعك!.
- ٤ -
إذا فارحلي بشجاعة اهجري المدن، لا تدنسي بعد اليوم قدميك بغبار الطريق، أشرفي من سماء أفكارنا على المدن الذليلة كأنها صخور القدر لاستعباد البشر! الغابات المترامية والحقول، المنبسطة ملاجئ فسيحة، طليقة، كأنها البحر يحيط بجزر معتمة. سِيري بين الحقولْ وبيمينك زهرة!