[وا شقيقاه!!]
للآنسة الفاضلة فدوى طوقان
(في الساعة التاسعة من مساء الجمعة الثالث من شهر مايو
١٩٤١. خبا السراج الذي كان يسكب النور في جوانب نفسي
ويهديني إلى سبل الحق والخير والجمال لقد ذهب شقيقي
إبراهيم وخلف لي حسرة الأبد.)
(فدوى طوقان)
و (الرسالة) تقدم إلى الآنسة الفاضلة أجمل العزاء، وتشاطرها
ما أظهرت من العواطف الصادقة في هذا الرثاء.
وا شقيقاه، ما أجلَّ مصابي ... كيف أوْدَى الرَّدى بزين الشبابِ
كيف جفَّ الغصن الرطيب وأضحى ... يا لقلبي موسداً في الترابِ
وا شقيقاه، مالَ في عمر الورد ... غضيرَ الصِّبَى نضيرَ الإهابِ
أين مني أخي؟ ليَ الله! ما خلاّ ... هـ عني؟ ما عاقه عن جوابي؟
سلبتني الأيام بهجة عيشي ... يوم ولَّى وحطَّمتْ أعصابي
وأعاضتْ قلبي من النور ناراً ... ليس تخبو على مدى الأحقابِ
ليت شعري أخي لفقدك أشجَى ... أم لطفليك أم لحظي الكابي
أمْ لأمْ الطفلين لوّعها الثكلُ ... فباتت في حسرة واكتئابِ
دمعها من عصارة القلب، والهْفى ... على قلبها الجريح المذابِ
ودَّعتْ بعدك المباهج وآلاف ... راح واستقبلتْ مقيم العذابِ
لهفَ نفسي على نضير صباها ... ينزوي في الأسى وسود الثيابِ
حرَّ قلبي لجعفر وعريبٍ ... إذ هما يرقبان يوم الإيابِ
كلما استشعروا إليك حنيناً ... هاج في الصدر من طويل الغيابِ