على النازية، لكي يطلعوا على أفكارها وحركاتها ونياتها، ويرسلون بها تقارير إلى الحكومة النازية (مضطهدتهم).
أما مهام الطابور الخامس العام فتنقسم إلى أربعة أهداف: الأول دعاية سياسية وثقافية. الثاني تمرين عسكري. الثالث تجسس اقتصادي. الرابع تجسس صناعي، كحمل العمال في البلدان الأجنبية على الإضراب أو تدمير المصانع. والدعاية الفكرية يقوم مبدأها على إظهار تفوق الجنس الآري، وهذا مثال منها نشر في الولايات المتحدة:(إن الولايات المتحدة ما بلغت درجتها الحاضرة من الثقافة والعمران لولا امتزاج العنصر الجرماني في مستوطنيها الأولين). فالطابور الخامس إن هو إلا شكل جديد للجاسوسية، ولكنها تفوق كل أنواع الجاسوسية المعروفة بجرائمها الهائلة وغدرها الشنيع وأساليبها الفظيعة.
إن أمضى سلاح استخدمته ألمانيا لاكتساح نروج هو الطابور الخامس، وقد ذكرت الكاتبة النروجية الشهيرة (سيجريداوندست) في ما روته عن مأساة وطنها ما يأتي:
(كان علينا ألا نتكل على حيادنا وأن نتسلح استعداداً للطوارئ. إننا قلما اكترثنا للطابور الخامس الألماني، فجر علينا إهمالنا محنتنا الحاضرة، إذ في ظلال السنوات الأخيرة كان كثيرون من شبان الألمان يأتوننا زائرين ويتوغلون في بلادنا دارسين طبيعة أرضنا، راسمين مواقعها الحربية وطرقها ومعابرها وكل ما يهمهم منها. وعلى الجملة كانوا يعرفون نروج أكثر من سكانها الأصليين).
وفي رأي النازيين أنهم ذوو حق شرعي في كل بلاد يقيمون فيها. يدل على ذلك ما وجد في ولايات البرازيل الجنوبية، وفي شمال الأرجنتين من الألواح التي تحمل الكلمات التالية:(هذه الأرض جزء من ألمانيا)