للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٥ - في أرجاء سيناء]

للدكتور عبد الوهاب عزام

علي ظهر هديان

أزمع أكثر الرفاق أن يذهبوا يوم الخميس إلى جيل سنت كترين وهو أعلى جبال سيناء ترتفع قمته إلى ٨٥٣٦ قدم، وفي قصص الرهبان أن القديسة كترينا حينما ماتت في الإسكندرية سنة ٣٠٧م حملت الملائكة جثتها إلى هذا الجبل، وقد بقي منها جمجمة وذرائع يحفظان في الدير إلى اليوم

وآثر بعضهم أن يعكف على مطالعة الكتب في مكتبة الدير، وأما أنا فأزمعت أن أركب جملاً فأسير به في وادي الشيخ إلى القبر الذي يسمى قبر النبي صالح. قيل لي كيف تطيب نفسك عن رؤية الجبل العظيم أعلى جبال سيناء؟ قلت إن برحلي عقابيل من جبل موسى فلست أقوى على الصعود اليوم؟ قيل ولكن قمة سنت كترين تشرف بك على جبال بلاد العرب. قلت قد رأيتها عن كثب قيل: وتريك الخليجين معاً: خليج السويس وخليج العقبة قلت: لا أحتاج في تصديقكم إلى أن أرى بنفسي. قيل: إنه مشهد يتمناه كثير من الناس. قلت: ما كل ما يتمنى المرء يدركه

سار الرفاق إلى الجبل وخرجت فإذا جملان مرحولان فركبت أحدهما وركب محمد أفندي حشيش الطالب بكلية الآداب الثاني، وسرنا مغتبطين بهذه الرحلة الممتعة القريبة. فلما أفضى بنا الشعب الذي فيه الدير إلى وادي الشيخ أبصرنا الحاج سيد محرم الطالب بالكلية راجعاً من حيث توجه إخواننا إلى الجبل. قلت: ما خطبك؟ قال: تلبثت لأصور بعض المرائي فانقطعت عن الرفقة. قلت: خار الله لك سر معنا نتعاقب على الجمل. رحم الله حاتماً:

وما أنا بالساعي بفضل زمامها ... لتشرب ماء الحوض قبل الركائب

وما أنا بالطاوي حقيبة رحلها ... لأبعثها خِفّا، وأترك صاحبي

إذا كنت ربّا للقلوص فلا تدع ... رفيقك يمشي خلفها غير راكب

أنخها فأردفه فإن حملتكما ... فذاك وإن كان العقاب فعاقب

سألت صاحب جملي: ما اسم الجمل؟ قال هِدَيّان. وما اسمك؟ قال: فرحان. وسألت الآخر

<<  <  ج:
ص:  >  >>