وفي الصباح صحت عزيمتي، على الكتمان. لا أبداً لن افضح امرأة صديقي، ولن يعلم صاحبي عن خيانتها شيئا: فما هو أول زوج ولا أخر زوج تخونه زوجته، ويعيش مع ذلك هادئا قريرا شارل صديقي، يذهب في حب امرأته أنزه المذاهب وأقربها من التقديس، لذلك سيكون في اطلاعه على خزيها وشنارها. وضع للسلاح في يده ليقبل نفسه به. فمن الخير إذا أن يجهل الأمر كل الجهل أما فيما يتصل بي، فإني أرجو أن أتناسى مشهد هذه المصادفة الغريبة، ولا سيما أن (مرغريت) لم تراني أبداً وتجهل اطلاعي على أمرها وسوف تجهله إلى الأبد. فمن الحتم على أن ارحل بقطار معاكس لقطارها يبرح (جه ن) في نفس الساعة. ولقد عولت على تأخير ذهابي إلى المحطة كيلا أتعرض لملاقاتها هناك برغم تحقيقي من أنها ستأتي المحطة بمفردها، فليس من الجائز أن تكرر مخاطرة الأمس الحمقاء فتبرز للملأ مع عشيقها على إني لم اقدر نشوة الخطر الخبيثة التي تدفع بالمحبين إلى أن يقتحموا كل خطر مهما كان نوعه أو زمنه. ذلك أن في المرأة التي تستهيم بصاحبها وتتدله بهواه فتهبه سرا جسمها وقلبها شهوة طاغية للظهور في ملأ من الناس، مستندة إليه معقودة الذراع بذراعه، كأنها تبغي الإعلان للناس عن أنها امرأته الشرعية؛ ترى لماذا تفعل هذا؟ إني لا أستطيع لذلك تفسيرا ولكنه يقع غالبا. والمآسي العرضية التي تقوض سعادة الأسر بنسبة ٩٩ في المائة ليس له من سبب إلا ما ذكرت. مع أن شدة الحذر واليقظة من الزوج كافية لمنع حدوثها. واحسن مثال على ذلك واقعة صديقي، على إني في تلك الليلة المؤرقة خرجت باكرا من الفندق وفي نيتي إلا ارجع إليه إلا متأخراً حين أكون مرغريت قد غادرته إلى المحطة، فبعد أن جلست فترة في المدينة ذهبت في الساعة العاشرة إلى زيارة (القصر الأحمر)(باله روج) لمشاهدة لوحات الفنان (فانديك) وادع لك