[الليث بن سعد محدث مصر وفقيها ورئيسها]
للأستاذ علي الطنطاوي
تتمة
قال الإمام الشافعي: الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به
وقال الإمام أحمد: ليس في أهل مصر أصح حديثاً من الليث
وقال الإمام الشافعي: الليث أتبع للأثر من مالك
وان ابن وهب يقرأ على الشافعي مسائل الليث فمرت به مسألة، فقال رجل من الغرباء: أحسن والله الليث، كأنه كان يسمع مالكاً يجيب فيجيب هو، فقال ابن وهب لرجل: بل كأن مالكاً كان يسمع الليث يجيب فيجيب هو، والله الذي لا آله إلا هو ما رأينا أفقه من الليث
وقال ابن وهب: لولا مالك والليث لضل الناس
وقال الدراوردي: رأيت الليث عند يحيى بن سعيد وربيعة وانهما ليرجرجان له رجرجة ويعظمانه
وقال الذهبي: وكان من بحور العلم له حشم وافر، وكان نظير مالك
قال ابن عساكر: كان كبار العلماء يعرفون فضله ويشيرون إليه وهو شاب، وقيل له: أمتع الله بك، إنا نسمع منك الحديث ليس في كتبك؟
قال: أو كل ما في صدري في كتبي؟ لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب!
منزلته عند الخلفاء والولاة
قال الليث: قال لي أبو جعفر: تلي لي مصر؟
قلت: لا يا أمير المؤمنين، إني أضعف عن ذلك، إني رجل من الموالي
فقال: ما بك ضعف معي إلا ضعف بدنك، أتريد قوة أقوى مني؟ ولكن ضعفت نيتك في العمل عن ذلك، فأما إذ أبيت فدلني على رجل
فقلت: عثمان بن الحكم الجذامي، رجل له صلاح وعشيرة فبلغ ذلك عثمان فحلف ألاّ يكلمني
فلما أردت أن أودعه قال لي: قد رأيت ما سرني من سداد عقلك فاتق الله في الرعية أمثالك