للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

مثالان

على ذكر مقال فضيلة الأستاذ محمد محمد المدني وفتوى صاحب الفضيلة الأستاذ الكبير عبد المجيد سليم قرأت في مخطوطة بعنوان (مثير الغرام بفضائل القدس والشام) تأليف الإمام أبو محمود أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال بن تميم بن سرور المقدسي. قال: (وروينا في سنن ابن ماجة قال: حدثنا أحمد بن سنان حدثنا (أبو) معاوية عن خالد بن أياس عن يحيى بن عبد الرحمن ابن خاطب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أول من أسرج المساجد تميم الداري.

وروى أبو القاسم مكي بن عبد السلام الحافظ بسنده إلى أبي الحسن البراد قال: قدم تميم الداري من الشام إلى المدينة وحمل معه قناديل وحبالاً وزيتاً وسبحة حتى قدمنا المدينة وكانوا إذا حضرت العتمة أوقدوا سعف النخيل؛ فلما أمسينا أمرني تميم فعلقت الحبال بالسواري وعلقت فيها القناديل وصببت فيها الماء والزيت ووضعت الفتل، فلما أمسينا أمرني أن أوقدها فأوقدتها؛ فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نورت يا تميم نور الله عليك! أما إنه لو كانت لي ابنة لأنكحتها. قال نوفل بن الحارث بن عبد المطلب إن لي ابنة فأفعل فيها يا رسول الله ما رأيت؛ فأنكحه إياها.

قال أحمد بن الحسن: ودعي تميم جدي أبا الحسن البراد فأعقبه على المكان وأقمنا فلما كان يوم الجمعة خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس قائماً؛ فلما انصرف قال له تميم: يا رسول الله إني قد رأيت بالشام شيئاً يضعونه في كنائسهم لأساقفتهم يسمى المرقاة؛ أفلا أعمل لك مرقاة تقوم عليها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعملها يا تميم. فخرج تميم إلى السوق فاشترى خشبة ونشرها وعمل منها ثلاث درجات المنبر ففضل من الخشب فضله فعملها تابوتاً فهي عندنا إلى اليوم نضع فيه نفاقاتنا وتتبرك به.

(بيت المقدس)

أحمد سامح الخالدي

إلى قراء الرسالة

<<  <  ج:
ص:  >  >>