للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حلبي يزور باريس]

في سنة ١٨٦٧

للدكتور حسين فوزي

تتمة ما نشر في العدد ٢٤٥

وينتقل بنا الخواجا فرنسيس من أشور لمصر ليونان لروما، فيقول في فلاسفة الإغريق:

فذاك أرسطو وذا إقليدس ... ذو منطق هذا وذا مهندس

وهو ذا سقراط ذاك الأنفس ... من كان للآداب دوماً يغرس

ثم يكون من سوء حظ ديوجنيس أن يجئ في الشطرة الخامسة، فتسلبه القافية الرائية مصباحه، ولا يبقى له من فلسفته الكاتبة إلا أن يكون:

وذا ديوجنيس ذو التعرّي!

ورحالتنا رجل حساس بجمال فن التصوير، فهو يأمرنا:

أن نعرج نحو مكان الصور ... حتى نرى أجمل صنع البشر

حيث عينه الفنانة لا تخفي عليها خافية:

فهاك كل بطل مبارز ... يلوح في أعضائه البوارز

وكل خود ذات طرف غامز ... وأجفن عن الهوى روامز

وطلعة تخسف وجه البدر

لا شك أنك تعبت من التجوال - أو من الشعر! - والخواجا فرنسيس يشعر بذلك تواً، فهو يلاحقك بشعره الفلسفي إذ يقول:

تبا لنفس حظها يصرعها ... وكل ما يلزها (كذا!) يلذعها

آفتها تضجر يتبعها ... فأينما سارت أتى يصفعها

وربما يلحقها للقبر

أظن أننا لن ننتهي بسلام من خمسمائية المعلم فرنسيس، وقد تكفي الإشارة إلى أنه ينتقل بك فيها من حديقة (اللوكسمبور) إلى متحف (كلسوني) ومن دار البلدية إلى (بولفار ميخائيل إلى لقا ينبوعه الجميل). ولا ينسى أن يعرج بك على حديقة النبات ومتحف

<<  <  ج:
ص:  >  >>